تدور مبيعات سابك السنوية حول 200 مليار ريال وأرباحها في حدود 10 في المائة تصل إلى 20 مليار ريال تساهم بنحو 75 في المائة من أرباح سوق البتروكيماويات في السعودية، وتمثّل
أرباح البتروكيماويات ثلث أرباح سوق الأسهم السعودي البالغة نحو 100 مليار ريال، ما يعني أن مبيعات سوق الأسهم السعودي تصل إلى نحو تريليون ريال سنوياً، لكن أرباح الصناعات البتروكيماوية المدعومة من قبل الدولة متذبذبة كانت أعلاها في عام 2011 وأدناها في عامي 2008 و 2009 التي وصلت إلى ربع الأرباح الحالية أو أقل.
فكان لزاماً على سابك أن تتجه نحو البحث عن تنويع القاعدة الصناعية التي فشلت خطط التنمية السابقة في تحقيق هذه الإستراتيجية، وتتحرك سابك ضمن خطط السعودية للتصنيع التام للسيارات كجزء من برنامج إستراتيجي لتوسيع القاعدة الصناعية فيها ولكن يتخوف البعض من أن مثل تلك الصناعة تواجه تحديات على الصعيد العالمي، ولكن سابك تستثمر هذه التحديات لصالحها، خصوصاً أن هذه الصناعة واحدة من الصناعات الرائدة في تحديد معدلات النمو الاقتصادي المحلي والعالمي مثل صناعة الملابس والمنسوجات والحديد والصلب والإلكترونيات، لكن اختارت سابك صناعة السيارات كمحرك تنموي.
فاتجهت سابك إلى مدينة السيارات العالمية ديترويت التي أعلنت عن تحقيق طموحات صناعة السيارات ونظمت سابك بالتعاون مع مجلس الأعمال السعودي - الأمريكي حواراً لمناقشة كيفية تحقيق تلك الطموحات بطريقة تنافسسية لتتحول السعودية إلى مركز صناعة السيارات في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا، وكانت البداية تأسيس البنية التحتية عن طريق الإعلان عن تأسيس مدن لصناعة السيارات في السعودية.
وبالطبع فإن شركة سابك قدمت للمؤتمر الحلول التقنية التي يمكن أن تقدمها سابك لهذه الصناعة الوليدة لتدفعها نحو النمو والنجاح والقدرة على المنافسة العالمية، خصوصاً في الأسواق الناشئة وحاولت سابك تحفيز شركات السيارات الأمريكية العملاقة لإنشاء مصانع لها في السعودية.
وحسب الإحصائيات فإنه يتوقع نمو الطلب على السيارات الجديدة في السعودية 6,7 في المائة وأن يتخطى حاجز المليون سيارة سنوياً مع حلول عام 2020 خصوصاً في ظل تزايد الشباب وارتفاع مستوى دخول الطبقة المتوسطة وتلبية الطلب المتزايد على السيارات الجديدة، إذ تمتلك سابك إستراتيجية طموحة لتطوير حلول وتطبيقات مبتكرة لتوفير العناصر الضرورية وتعزيز علاقة ناجحة مع شركائها العالميين بهدف أن تكون السعودية مركزاً جديداً لسوق السيارات في الشرق الأوسط وفي أفريقيا وفي جنوب شرق آسيا.
وتمتلك سابك القدرة على لعب دور هام في تقديم بنية تحتية تساعد المصنّعين والمستثمرين الدوليين، وأيضاً من خلال خبرتها الواسعة في المواد التي تدخل في صناعة السيارات تعززها سمعتها كموفر حلول عالمية في هذا المجال، وتشكّل راتنجات اللدائن الحرارية والمركبات المتخصصة، والأفلام، والرقائق، والمواد المضافة والكيماويات، ومواد الطلاء عصب الشراكة مع رواد صناعة السيارات العالمية وبالفعل استطاعت سابك تقديم حلول عملية بخفض وزن السيارة حتى 24 كيلو غراماً التي تقلل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون وتوفر استهلاك الوقود.
هذا التوجه الإستراتيجي المتمثل في تنويع القاعدة الصناعية لتنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص عمل جديدة خاصة وأن أسعار المدخلات التنافسية تعزز قيام مثل هذه الصناعة مثل الحصول على الألمنيوم من المشروع المشترك معادن - ألكوا المصنع المخصص لصهر الألمنيوم لقطاع السيارات لتقليل نفقات تكاليف المدخلات والتكاليف النهائية للسيارة المصنعة التي تسمح بمواصلة الاستثمار في التقنية وتطوير الصناعات المكملة لصناعة السيارات.
وصناعة السيارات هي ضمن إستراتيجية وطنية إلى جانب صناعة التعدين والطاقة الشمسية، وهذه المشاريع تمثّل توجهاً صناعياً إستراتيجياً يواكب مكانة السعودية في قطاع الصناعة السعودية التحويلية العالمية وفق رؤية شمولية تعي ما تولده هذه المشاريع من فوائد اقتصادية واستثمارية تساعد على رفد الناتج المحلي الإجمالي المبنية على تحقيق التنمية المستدامة.