نادراً ما تخلو المسلسلات التركية المدبلجة من لقطات فاضحة خادشة للحياء ومرفوضة، حركات وأزياء وحوارات وممارسات غير أخلاقية ولا مقبولة ولا تتناسب مع عاداتنا وقيمنا وديننا الحنيف وأرثنا العربي الأصيل، ولا تنسجم مع مفاهيمنا وتقاليدنا وتربيتنا،
فلا عاداتهم تشبه عاداتنا، ولا تقاليدهم تشبه تقاليدنا، مسلسلات دخيلة علينا جملة وتفصيلا، انتهينا من المسلسلات المكسيكية الطويلة المملة، وجاءتنا المسلسلات التركية لتدس لنا السم بالعسل، وتناقش القضايا المهمة بأساليب مراهقة متهتكة، سلبت عقول الشباب من الجنسين، وأفسدت أخلاقهم وانحدرت بقيمهم نحو الهاوية بما تعرضه وتطرحه من مشاهد غرامية مبتذلة غير شرعية، كعلاقة الفتاة المراهقة مع سائق العائلة، أو تلك الفتاة الأخرى التي تضاجع أصحابها في الجامعة، وتمارس معهم الزنى بالتناوب بعلم أهلها تمهيداً لاختيار شريك حياتها المثالي! والاقتران به بعد اجتيازه اختبارات المعاشرة السريرية بمباركة ورعاية أقطاب العائلة الموقرة! أو تعرض مشاهد لعلاقات غرامية مزدوجة في البيت وخلف جدران مواقع العمل، أو مشاهد متكررة لحالات إجهاض لطمس آثار السفاح العابر، في حين تبرعت بعض الفضائيات العربية لتسويق الرذيلة على نطاق واسع، وراحت تتنافس فيما بينها لتبث هذه المسلسلات الخليعة، وتفتح لنا نوافذها التلفزيونية المتهتكة في الليل والنهار، ضاربة بعرض الحائط كل المبادئ الأخلاقية السامية، التي تربينا عليها في مجتمعنا العربي الأصيل، مما يبعث على القلق أن عامة الناس في مجتمعنا صاروا أكثر انقياداً وتأثراً بالأحداث الدرامية المخزية لمثل هذه الأنواع من المسلسلات، وأبدوا اهتماماً كبيراً فاق كل التوقعات، وخير مثال على ذلك ظاهرة التقليد الأعمى لوقائع المسلسلات التركية زياً فاضحاً وتطبيقاً محرماً، أننا اليوم في أمس الحاجة للتصدي لهذا الغزو الفكري التخريبي الكاسح، وصار لزاماً علينا الدعوة لتطبيق الإجراءات الاحترازية الصارمة، ويتعيّن علينا تشفير المحطات المشبوهة، بل حذفها تماماً، وأن نكرس جهدنا نحو الارتقاء بمستويات الوعي والإدراك عند أفراد الأسرة، وتحذيرهم من مخاطر هذه المسلسلات المبتذلة والسخيفة، وعلى المراكز التربوية والتوعوية والإرشادية ومنابر الخطابة مسؤولية النهوض بواجباتها في الوقوف بوجه هذا المد الفضائي المفسد.