الأفاعي حيوانات زاحفة من ذوات الدم البارد, لها أنواع عديدة تختلف من بلد إلى آخر, وجدت على سطح الأرض منذ أكثر من 300 مليون سنة، ويقال كان لبعضها أرجل أندثرت مع مرور الوقت حتى تم الاستغناء عنها نهائياً، ويدل على ذلك وجود نتوءات عظمية في جسمها تسمى
بالمهاميز. للثعابين جسم طويل وهيكل عظمي مميز تتراوح فقراته من 200 إلى 400 فقرة تساعد الثعبان في التحرك والعصر والسباحة بشكل فعال دون الحاجة إلى وجود أطراف كباقي الحيوانات، يتراوح طول الثعابين من بضعة سنتيمترات إلى بضعة أمتار, جلدها مغطى بالحراشف وهي تبدل جلدها بين فترة وأخرى مما يساعدها على النمو، متوسط عمرها 15 - 25 سنة, طريقة سيرها للانتقال من مكان لآخر تكون بالزحف وهناك حركات مختلفة للزحف لدي الثعابين، فهناك مثلاً الالتواء الجانبي والالتفاف الجانبي والحركة الانقباضية وهي حركات تميز بعض الأنواع عن بعضه.
الثعابين بعضها سام وسام جداً وتختلف سموم الثعابين باختلاف أنواعها، وتعيش الثعابين في كل مكان فبعضها يعيش على الأرض وبعضها يعيش في الماء وبعضها يعيش على الأشجار.. الثعابين حيوانات طرشاء لا تسمع ولكنها تتحسس بطرق مختلفة، فلبعض الثعابين فتحات فوق منطقة الفم والتي تسمى الندبة عبارة عن رادار حراري، بحيث يسمح للثعبان بالرؤية ليلاً أو في الظلام الدامس.
الأفعى لا يؤمن جانبها ولا يستأنس لها ولا تقبل الترويض، وفي حالة الخطورة الشديدة يجب قتلها وسحق رأسها وإلا نمت من جديد وعادت فانتقمت .. إن هناك نوعاً معيناً من الناس يحملون صفة الثعابين عملاً والتواءً والتفافاً وحركة، خرجوا علينا كارهين لنا أرضاً وصفاً وأمة ووحدة، إنهم يؤدون أعمالاً إجرامية خارج نطاق العقل والمنطق والحياة، هم مجموعة من الشواذ الأفاقين ينشرون كلاماً خرافياً معوجاً، باعوا أرواحههم للأعداء بكل بساطة، الشيطنة هوايتهم وأسلوب حياتهم، والكذب ديدنهم، والنفاق دثارهم، يعيشون حياتهم على هذا الأساس، ويسعون إلى تحقيق أحلامهم وفق بذاءات وتصرفات حمقاء لا تمت للعقل والمنطق والواقع والحياة بشيء، غريزة الكذب هي أقوى غريزة يملكونها، في بطونهم سم، وفي عقولهم تطرف، وفي كلامهم بهتان كبير، وحوش أدغال يفترسون بعضهم البعض، مصممين على الخراب، ويحملون الشعل السوداء، لهم عطش دائم للدم، ويعشقون الدمار، ولهم بربرية لا تنتهي، وعندهم مشاعر كره، ويسعون للفوضى، ولا عندهم نظم أخلاقية مبنية على نظرية كيف يجب أن تكون الأشياء، طقوسهم هي نفسها طقوس الإنسان الأول في الكهوف والجبال والوديان، هكذا نراهم بوضوح، ويجب الأخلال بهم ورميهم بسهام المقال، أن أقل ما يقال عنهم إنهم (هيستيريون) يسلكون الشر، يحبون الفتنة، يهوون الخراب، ويعشقون الدمار، وفق طقوس جهنمية، وطرق شاذة، وممارسات مذمومة، خيالهم ليس خصب، وقدراتهم غير خارقة، ولا يعرفون اكتشاف الحقائق، متهورون في الكلام وفي التحليل، وفي اللغة، طائشون، أرادوا أن يتمردوا على مجتمعهم فانغمسوا في وحل الخيانة، وسقطوا في بحر الرذيلة، لهم هلوسة وصراخ ويشبهون القطط السوداء، أشغلوا الناس بالأشاعة والتحريض والأخبار المغلوطة وقلب الحقائق والأرهاب والفكر المريض والفلسفة الشاذة، لكنهم مطلقاً لن يجدوا لهم مكاناً بيننا، لأنهم وصمة عار في جبين الحياة، أساسهم مبني على شهوة الهدم والخراب، ليس لهم قيم عليا، ولا أرواح راقية، وحياتهم غير مثالية، ويتعارضون جوهرياً مع مبدأ الألفة والاتحاد والعيش المشترك، سلوكهم غير طبيعي، وأسلوبهم سقيم، ولا يعرفون العرف والرشاد، أشرار يحاولون أن يجعلوا من السواد بياضاً، مشتركون في الغي ومخالفة القيم، سلوكهم مضاد لمعتقدات الحياة وقوانين الشرف، ليس للصدق مكان في أعمالهم وأقوالهم وتنظيراتهم القاصرة، لذا حتى لا نبلع الطعم ونصبح علفاً لغاياتم الدنيئة، علينا ممارسة صدهم وكشفهم والتحذير منهم.
إن مجهودنا تجاه وطننا ومجتمعنا يجب أن يكون ذا أهمية قصوى، وعلينا في هذا الشأن أن تكون المسألة نضج جماعي مشترك، ويجب أن نكسب المجادلة والحوار والخطاب والمقال والمعركة، ولا ننخدع بهم، أو نمارس أمامهم دور النعامة، حتى لا يتجرأوا علينا، فهؤلاء يشبهون الخفافيش والأفاعي والشياطين، وعلينا أن نلغي إلى الأبد طقوسهم السحرية، وممارساتهم العبثية، وهرطقاتهم الفكرية، ونهدم سوقهم الذي يبيع الغث والرث والبالي.