يقول الباري عز وجل في محكم تنزيله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}.. ولا راد لقضاء الله ونحمده جل وعلا على القضاء والقدر وهكذا هي حال الدنيا حل وترحال.. فبقلوب ملؤها الحزن والأسى شيعت جموع المسلمين من مواطنين ومقيمين في مدينة عرعر المغفور له - بإذن الله تعالى - الشيخ محمد بن عبد الله العريفي أحد أعيان مدينة عرعر الذي انتقل إلى جوار ربه قبل أيام قلائل بعد حياة أفناها في طاعة الله ثم خدمة المليك والوطن من خلال حياته العملية، فكل من على وجه هذه الأرض هو راحل عن الدنيا - بإذن الله ومشيئته - وليس للإنسان إلا ما قدمه لآخرته من أعمال صالحة يبتغي بها مرضاة الخالق جل وعلا، فذاك هو من يكون سعيداً وذا حظ عظيم، فاللهم اجعلني ووالدي وإخواني وأخواتي وذريتي وأهلي وجميع إخواني المسلمين والمسلمات من أولئك الفائزين بمرضاة رب العزة والجلال.. آمين.. فالمغفور له - بإذن الله تعالى - الشيخ محمد بن عبد الله العريفي - طيَّب الله ثراه - هو واحد من رجالات صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية - حفظه الله - المخلصين ورفيق دربه لأكثر من ثمانين عاماً بدءاً بإمارة منطقة حائل عندما كان والد سموه المغفور له - بإذن الله - صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن مساعد آل سعود - طيَّب الله ثراه - يتولى إمارتها ثم عُيّن صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود - حفظه الله - أميراً لمنطقة القصيم العزيزة والتي استمرت لتسعة أعوام، وكان الشيخ محمد العريفي مرافقاً لسموه، ثم عُيّن سموه أميراً لمنطقة الحدود الشمالية والشيخ محمد العريفي - يرحمه الله - معه وعمل تحت إدارته، ثم أُحيل على التقاعد وبقي ملازماً لسموه حتى توفاه الله، وكان من خيرة الرجال إبان حياته العملية مع صاحب السمو أمير منطقة الحدود الشمالية الذي حزن كثيراً على وفاته، وقال سموه: إنني بوفاة أبي سعد قد فقدت أخاً عزيزاً ورجلاً وفياً لا يعوض أبداً داعياً سموه الله أن يتغمده بواسع مغفرته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. فالشيخ محمد العريفي - يرحمه الله - هو من كان يتمتع بحكمة وأخلاق فاضلة وطيب نفس وهو القريب دائماً من إخوانه وأصدقائه يشاركهم الأفراح والأتراح، ودائماً ما تراه يُمازح هذا وذاك وترى البشاشة على محياه الطاهر متى ما التقيت به - رحمه الله -.. فما تلالجموع الغفيرة التي أدت الصلاة على جنازته ومرافقة جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير إلا أكبر دليل على ما كان يحظى به - يرحمه الله - من محبة ومكانة لدى الجميع إبان حياته - طيَّب الله ثراه -.. ونحن وقد ودّعنا زميلاً وأخاً عزيزاً في قلوب يعصرها الألم وعيون تذرف الدموع على فراق هذا الفقيد الغالي، لنسأل الباري عز وجل أن يتغمد الشيخ الفاضل والأخ العزيز (أبا سعد) بواسع مغفرته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يكتب ما قدمه في حياته من جهود مباركة وأعمال خيّرة في موازين حسناته، ونتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أبنائه الأستاذ سعد والأستاذ ناصر واللواء متقاعد عبد الله والأستاذ عبد العزيز والأستاذ تركي وأخيهم مشاري وأخواتهم وأبناء عمومتهم وأسرة العريفي كافة، فمصابهم مصابنا والحمد لله على قضائه وقدره.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.