على مدى تاريخه الطويل العريق اشتهر نادي الاتحاد بتقديمه الأسماء الإدارية المعتبرة والفاخرة والمؤثرة في مسيرته الرياضية والرياضة السعودية أيضاً، وقدرة رجالاته على انتقاء الشخصيات وتأهيلها لتولي المناصب الإدارية في النادي وفي اللجان والمؤسسات الرياضية، ولذلك قائمة طويلة من الأسماء.
لا أتحدث عن منصب رئيس النادي الذي ربما تحكمت فيه (سابقاً) خيارات وقناعات وقواعد وشروط وخصوصيات اتحادية، لكني أعني الأسماء التي (اقتعدت) كرسي نائب رئيس النادي فما دون ثم صعدت؛ كان الاختيار يتم بانتقائية واضحة ودقيقة، ويعتمد أسماءً ذات قيمة عالية وقدرة إدارية كبيرة ومؤهلة لإدارة أمور النادي، وبتفكير إداري عميق، بدليل تحولها لاحقاً إلى المقعد الأهم والأكبر والكرسي الساخن، كرسي رئيس نادي الاتحاد.
أسماء كثيرة كانت في منصب نائب الرئيس أو عضوية مجلس الإدارة ثم صعدت إلى منصب الرئيس. ذلك حدث مبكراً من البدايات الأولى لتاريخ النادي، وذلك مما يرويه التاريخ.. تلك الأسماء على سبيل الاستشهاد وللتاريخ بدأت مع عبدالحميد مشخص الذي كان نائباً في فترة سليمان التركي، وفتحي أبو الجدايل مع عبداللطيف لنجاوي عام 1380هـ، وعبدالرزاق متبولي مع أبو الجدايل، ثم الشيخ يوسف الطويل عام 1386هـ، وأيضاً العم إسماعيل مناع.
وقد عاشرتُ شخصياً في سنوات العمل الصحفي استمرار سلسلة ذلك في العهد الحديث، وتمثل في شخصيات مهمة كانت هي الأخرى ذات (شنة ورنة)، وهي (مع حفظ الألقاب) المهندس حسين لنجاوي، وكان نائباً مع إبراهيم أفندي، ثم أصبح رئيساً، وأحمد مسعود مع عبدالفتاح ناظر، وأصبح رئيسا لأكثر من فترة، وحسن جمجوم مع اللنجاوي والناظر، وتوقف الأمر عنده بعد أن أصبح رئيساً لعام واحد، أعني المهندس حسن جمجوم عام 1422هـ، ثم عادت مع الذي كان نائباً للدكتور عدنان جمجوم - يرحمه الله - وأقصد د. خالد المرزوقي في عام 1430هـ، ليتوقف الأمر عند هذا الحد، وقد يتكرر في السنوات القادمة ببعض أو أحد الأسماء من الذين تولوا المنصب في الإدارات الأخيرة.
إن مقالي ليس كتابة في التاريخ، لكني ونحن على أبواب جمعية عمومية قادمة لاختيار أعضاء لمجلس إدارة النادي، سيكون من ضمنها منصب (نائب الرئيس)، أطرحه لأتوقف متسائلاً: لماذا زهدت الأسماء القادرة والمعتبرة من الاتحاديين عن التقدم لخدمة ناديهم من خلال المناصب العملية والرسمية في النادي، ومن الشخصيات القادرة أو التي تؤهل لتولي منصب الرئيس مستقبلاً، حتى مع اختلاف الظروف التي على أساسها يتم الانتقاء؟
لماذا زهدت الشخصيات الكبيرة والفاعلة والمعروفة عن الوجود في المشهد وتقديم الأسماء التي تتنبأ لها، فتدفع بها، ثم تقف معها وتدعمها وهي تراهن عليها، كما حصل في مواقف كثيرة ومناسبات متكررة في السنوات الأخيرة، وكسبت الرهان بالفعل؟ وهل يدخل ذلك ضمن الخلاف (الاتحادي الاتحادي) الذي يجتاح ساحة العميد (التسعيني) بصورة تنذر بتغيرات سلبية أكثر وأكبر وانحسار أشد وأقوى؟! هل من مجيب؟!
كلام مشفر
* هذا التوقف أو الحديث لا علاقة له بالأسماء التي تولت منصب الرئيس بالتكليف أو جاءت دستورياً (بسبب فراغ منصب الرئيس) لسبب أو لآخر؛ ولذلك لم ترد أسماؤها، وإنما الحديث عن الأسماء التي رشحها رجالات النادي، أو رشحت نفسها ودخلت معركة انتخابات وتصويت، فجاءت عبر تزكية المجلس الشرفي أو صناديق الاقتراع في الجمعية العمومية.
* أحد أهم الأسباب التي كانت تدفع بمن يتولون منصب نائب الرئيس لمقعد الرئيس الساخن هو الاستقرار الاتحادي الكبير على كل مستويات النادي، والالتفاف الجماعي من قِبل الاتحاديين حول ناديهم، وانعدام الصراعات والانقسامات على النحو الذي أصبح قائماً، والذي بدأ منذ عام 1422هـ.
* والتوقف وإن تزامن واستوحى فكرته من الجمعية العمومية التي ستعقد يوم الأحد القادم لاختيار مجلس الإدارة إلا أنه أيضاً لا علاقة له بالثمانية عشر اسماً المرشحين، وهم من محبي وأبناء النادي الراغبين والقادرين على خدمته وفق مرحلته ومقاعده وإمكانياتهم ورغبتهم التي يُشكرون عليها.
* المؤكد أن هناك أسماء تولت منصب نائب الرئيس في فترات متفاوتة ومختلفة، وكانت جديرة وقادرة على أن تصبح يوماً ما في مقعد الرئيس، غير أن مراحل وتأثيرات التغييرات المستمرة لمجالس الإدارات، وانسحاب أو زهد شخصيات النادي القوية ذات الكلمة المسموعة، كان أثرها سلبياً على العديد من تلك الأسماء وقدرتها ورغبتها أيضاً.
* إذا كان بعض الاتحاديين زهدوا في العمل داخل أروقته فإن كثيرين يتسابقون للظهور على حسابه .. كيف وأين؟ في الفضائيات، في المحاكم، في الصحف والصفحات، أو في وسائل التواصل الاجتماعي، لا يهم، ولا يمانع البعض أن يكون ظهوره ولو بالشخبطة على الجدران!