انتهى الموسم الرياضي المحلي، وعرف كل فريق موقعه، وحصد نتاج عطائه وجهده. تُوّج الفريقان الكبيران النصر والشباب بالثمار اليانعة للمنافسات الساخنة بعد أن حققا الألقاب الثلاثة في الدوري والكأس، وأسعدا جماهيرهما الوفية، خاصة الجماهير النصراوية التي انتشت بعودة قوية وثنائية تاريخية، حققهما فريقهم في موسم الازدهار الأصفر المنتظر طويلاً، في حين أن حسرة كبيرة انتابت جماهير الفرق الأخرى الكبيرة التي اعتادت المنافسة بقوة وحصد الألقاب وصعود منصات التتويج، خاصة جماهير الاتحاد والأهلي والهلال. ولعل حسرة جماهير الهلال هي الأكبر والأقوى، يليها جمهور الأهلي. فالأول لم يتعود على الخروج من الموسم من غير لقب منذ سنوات طويلة؛ ولذلك حسرة جمهوره أكبر، وموسمه الحالي يأتي (أبيض). الجماهير الأهلاوية أيضاً حسرتها ليست سهلة؛ لأن فريقها لم يكن موسمه أبيض فحسب، وإنما أصبح أمر عودته للمشاركة آسيوياً في دوري الأبطال مهدداً للمرة الثانية على التوالي بعد أن فقد الفرصة الموسم الماضي على يد جاره اللدود، رغم حصوله على المقعد الرابع في الدوري، وتكرر احتمال فقده لها هذا الموسم حتى وهو ثالث الدوري بعد خسارته الكأس الذهبية؛ فاحتمالات تقليص عدد مقاعد الكرة السعودية في دوري الأبطال إلى ثلاثة مقاعد تقلل من فرص عودته، أو أن تكون عودته عبر نصف المقعد من خلال الملحق الآسيوي.
وما يزيد من حسرة وغبن الجماهير الأهلاوية أن فريقها (صرف) عليه في الموسمين الأخيرين ما لم يُصرف على الفرق الأخرى (غير فريق النصر الذي يعد الأعلى صرفاً، غير أنه توج ذلك ببطولتين)، بل إن بقاء نتاج لذلك الصرف يمكن الاستفادة منه الموسم القادم لا يبدو قائماً، بعد رحيل مدرب الفريق البرتغالي بيريرا.
جماهير الاتحاد هي الأخرى حسرتها كبيرة على (موسمها الأبيض)، بطريقة ليست بعيدة عن الجار اللدود، وذلك بعد فقدان الفريق اللقب الذي أحرزه الموسم الماضي، وبطولة الكأس التي أعادته للأجواء الموسم الماضي للآسيوية، بفريقها اليافع الشاب (الهرماس) الصغير، كما أسموه. ولعل الحسرة الأكبر لديها في مشاهدتها لهذا الفريق وهو يكاد ينهار (حبة حبة)، وتعود إليهم الأيام الماضية التي سبقت إطلالته بقرار الإحلال التاريخي، وذلك بعد إهمال (دعم) الفريق بالأسماء والعناصر القوية والمفيدة في أول الموسم من قِبل الإدارة السابقة، وتباشير العودة إلى الاطلال وبقايا الإفلاس من قِبل الإدارة الحالية التي كان الجمهور - ولا يزال - ينتظر منها عملاً ودعماً وصرفاً، يعيد بناء الفريق وتوهجه وعودته، وليس عودة إلى الدفاتر القديمة على طريقة (التاجر المفلس)!
كلام مشفر
· أكثر الجماهير ألمًا وحسرة في الموسم الحالي هم بالتأكيد جمهور نادي الاتفاق الذي هبط فريقه إلى الدرجة الأولى؛ فأصاب أنصاره ومحبيه ومتابعيه بحزن شديد وألم كبير ومرارة مرتفعة، لا يزال الجميع يعيشها ويشعر بها.
· رحل المدرب البرتغالي فيتور بيريرا مدرب فريق الأهلي بعد أن (برجل) الفريق بقراراته الفنية وبعض استقطاباته غير المجدية، ولم ينجح في أن يحقق أي إنجاز أو إضافة للفريق رغم الصلاحيات المطلقة والإمكانيات الكبيرة التي مُنحت، ووُفّرت له.
· ورغم أن بيريرا كان يحتاج إلى مزيدٍ من الوقت والصبر، خاصة أن ما تركه فريق يحتاج إلى مجهود مضاعف وإعادة من جديد، وصرف اكبر، وهو الذي كان في الموسم قبل الماضي وصيفاً لبطل دوري أبطال آسيا، لكن ذلك النوع من الفرص والانتظار احتمالان ليس موجودَيْن في أنديتنا الكبيرة، والأهلي في مقدمتها.
· معركة بناء مشابهة سيدخلها الجاران اللدودان (الاتحاد والأهلي) الموسم القادم في الاستقطابات والتحضير، وربما الجهاز الفني، بعد أن اتضحت الصورة في الأهلي، والاتحاد ينتظر الأمس والثلاثاء القادم، وإن كان الأهلي بدأها صح بالمدافع العسيري، والاتحاد بدأها بالعودة إلى الوراء.
· التناقضات مستمرة في الاتحاد، والمواقف الشرفية والإعلامية تتغير عند البعض بتغيُّر الأسماء والرؤساء.. قضية أحمد الفريدي المثال الجديد، ولن يكون الأخير، أصبح عند البعض خروجه مؤيد بل (إنجاز) ومكسب، وقبله كان خروج أي لاعب حتى وإن كانت خيوط القرار بيده من توقيت وعقد ودخول الأشهر الحرة. تفريط وتفريغ من النجوم رغم زمن الإفلاس. إنها توجهات المصالح وإعلام (امسك لي أقطع لك).
· حتى رئيس النادي إبراهيم البلوي (تناقض) في موقفه وقراره وهو على الكرسي مع توجهاته وتصريحاته قبل انتخابه، فبعد أن كان نجوم الفريق ليسوا للبيع، وخروج أي لاعب (خط أحمر)، والاتحاد «ليس دكانة لبيع ولا لاعب»، حتى وهو يدخل الفترة الحرة والقرار بيده، تنازل وسمح بخروج الفريدي، والقرار بيد النادي، والمتبقي من عقده وقت طويل، وبثمن بخس، دراهم معدودة في زمن (الميزانية المفتوحة)!!