أعلن نادي مانشستر يونايتد العتيق عن تعيينه المدرب المعروف؛ (لويس فان غال) مدرباً لفريق الشياطين الحمر اعتباراً من الموسم الرياضي القادم خلفاً لمدربه السابق (ديفد موس) الذي فشل معه فشلاً ذريعاً.. هذ الإعلان استوقفني قليلاً وأجد فيه (حكاية) رياضية راقت لي ربما نتعلم ونستفيد منها.
القصة التي استهوتني ليست في اختيار الأنجليز (معقل الكرة) للمدرب (الهولندي) فان غال؛ فهو مدرب كبير وكفؤ ومعروف جداً على الصعيد الأوروبي والعالمي، (والمدرسة الهولندية أثبتت نفسها منذ عهد (ميشيل رينس) الذي قاد منتخب الكرة الشاملة في نهائيات كأس العالم عام 70م) وقد أثبت لويس وقدم نفسه بصورة المدرب الناجح جداً، منذ عامه 91م عندما خلف (معلمه) ليوبنهاكر في تدريب فريق اجاكس امستردام الهولندي، وهو سجل نفسه كواحد من أفضل وأنجح المدربين مع الفرق التي أشرف عليها داخل بلاده أو في دول أوروبية أخرى درب فيها فرقاً معروفة وحقق معها إنجازات كبيرة، درب في إسبانيا الفريق الكتلوني برشلونة ودرب في ألمانيا الفريق البافاري بايرن ميونيخ ولكن ليست هذه القصة.. فما هي إذاً؟
لقد جاء الإعلان عن تعيين فان غال في غمرة استعداده للمشاركة في بطولة نهائيات كأس العالم على رأس الجهاز الفني لمنتخب بلاده، وربما وهو على بوابة معسكر المنتخب الاستعدادي للنهائيات؛ هذا الإعلان هو عكس ما يحدث لدينا في بعض حالات استغفال الجماهير وطرق وأساليب (الضحك على الدقون) من قبل بعض رؤساء الأندية ومسييريها وحتى بعض إلإعلاميين الموالين لهم؛ عندما يبشرون جماهيرهم أن لديهم (صفقات) ضخمة ولاعبين (سوبر ستار) أو أنهم أتموا (مفاوضات) إحضار مدربين مشاركين في البطولة وينتظرون انتهاء البطولة للإعلان والتوقيع، والحقيقة أنه لا يوجد شيء من ذلك، وقد لا توجد مفاوضات قبل البطولة، وبالتالي لن يكون هناك إحضار أو توقيع بعدها، بينما يجدون مبررات مثل، المدرب تراجع، أو اللاعب غير فكرته وألغى موافقته!!
عالم الاحتراف (الحقيقي) لا يقوم ولا يعتمد على بطولة أو مشاركة حتى لوكانت نهائيات كأس العالم، ودخول أي ناد سعودي في (مفاوضات) مع لاعب مشارك في النهائيات (إن كان حقيقة وحتى إن كان حراً بلا ناد) وترك التوقيع معه حتى انتهاء البطولة ليس في صالحه ولن يخدمه إطلاقا، وإنما العكس تماماً، لأن احتمال تألقه وتقديمه نفسه بشكل جيد يعني أن تنهال العروض عليه وترتفع قيمته وتصبح الخيارات معه بشكل أكبر ولا يستطيعه النادي السعودي أياً كان.
فإذا قصة لاعبينا الأجانب بعد كأس العالم واختيارهم من (المونديال) ليس سوى (دغدغة) معتادة لمشاعر الجماهير من قبل بعض الأندية ومسؤوليها أو أنها (تصبيرة) للجماهير على الفشل وعدم القدرة في اختيار وجلب اللاعبين المناسبين والحقيقيين، بل قد (كذبة) كبرى تتجدد عند بعض الأندية وبعض الإعلام مع كل نهائيات كأس العالم.. ويا غافل لك الله.
كلام مشفر
- لويس فان غال يدرب منتخباً يشارك في نهائيات كأس العالم وأعلن رسمياً أنه مدرب لفريق منتخب مشارك هو الآخر في النهائيات، وقد يلتقي المنتخبان في البطولة.
- أعرف أنهما مشاركان ضمن مجموعتين مختلفتين تماماً؛ فهولندا ستلعب مع المجموعة الثانية إلى جوار إسبانيا وتشيلي وأستراليا، وإنجلترا في المجموعة الرابعة مع أورجواي وكوستاريكا وإيطاليا، ولكني أتحدث عن مراحل البطولة المتقدمة، إذا ذهبا بعيداً وهو وارد.
- ذلك لم يمنع من المفاوضات والوصول لاتفاق وتوقيع العقد، وبعض أنديتنا تجري مفاوضات مع لاعب من الدرجة الثانية، ثم تقول إنها لن توقع العقد وترجئه لأن أمامها مباراة مهمة قد لا تكون سوى مباراة في الدوري وذلك من أجل مشاعر لاعبيها!
- وقد تضيع الصفقة بسبب ذلك، وقد حدث بالفعل أكثر من مرة، كان في بعضها صفقات انتقال أسماء كبيرة، ولو أفصحت عن أحدها لذهل الكثيرون، أكثر من هذا أن في أنديتنا من يرفض الحديث عن أخطاء الإدارة أو المطالبة بحقوق عليها أو نشر خبر شكوي وخلاف للاعبين أو إداري.
- وإذا فعل ذلك إعلامي (حر) وغير موال أخرجوه من الفهم والإدراك، ناهيك عن الانتماء وأدخلوه في زمرة المحاربين والحاقدين والفاسدين و(المخربين) كل ذلك بحجة وتحت ذريعة (مو وقته)!!
- وإذا كان ذلك يأتي من بعض الجماهير ومن يحدث منهم ذلك اعتبره (جمهوراً غشيماً) ومضحوكاً عليه، لكنها مع الأسف لغة حتى بعض المسؤولين والشرفيين والمصيبة أنها لغة حتى بعض الإعلاميين، ولكن هل يفعله (الإعلام المأجور)؟!