مارست إدارة نادي الهلال دورها ونفذت (قرارها) بإقالة مدرِّب فريق كرة القدم الكابتن سامي الجابر بعد انتهاء موسم الزعيم أبيض (محليًّا) وبعد (تقييمها) الفني واستئناسها بآراء الأعضاء ورجالات النادي المهمين والمؤثِّرين (صناع القرار).
الإقالة أو (الإطاحة) التي قامت بها الإدارة جاءت عكس نظرة وتطلَّع ورغبات الغالبية العظمي من جماهير المدرج والطوفان الأزرق الطاغي وأكثرية الإعلام الهلالي القوي والمؤثِّر، والرافض للقرار؛ لأن فيه (مساسًا) بسامي النجم والرمز والأسطورة؛ سامي اللاعب وليس المدرِّب، ومثل جمهور الهلال (الخطير) يهتم به ويسمع له، والإعلام الهلالي يحسب له ألف حساب، غير أنّه لا يقبل أن تكون لهما (كلمة الحسم) لقرار مصيري في النادي الكبير والعريق، العمل فيه يقوم ويرتكز على مقوِّمات وأسس وقواعد وبمنظور شامل وبعيد وليس وقتيًّا أو جزئيًّا ومن دون شخصنة ومن غير (عواطف) والعواطف عادة هي التي تحرّك المدرجات، كل المدرجات وكثير من الإعلام ولذلك مهما كان تأثيرهما وقوتهما فإنّهما يضعفان أمام (قوة) القرار الذي يأتي (للمصلحة العامَّة) مهما كان المتضرّر، ومصدره حتمًا إدارة النادي.
قرار الإقالة أو الإطاحة فيه ـ من وجهة نظري ـ (رسالة) واضحة من الإدارة الهلالية؛ تؤكِّد فيه أن صناعة القرار في النادي الكبير لا تأتي من المدرج والإعلام ـ مع كامل الاحترام والتقدير لهما ـ لسبب مهم هو أنّهما محكومان بعواطف واندفاع وقتي وشخصي والكيانات الكبيرة لا تقبل بذلك، فلا بُدَّ أن يكون شعارها (لا أحد فوق الكيان) المدرج له احترامه ووضعه ودوره وهو يكبر عندما يمارس ذلك ويقوم به، واللي في المدرج يتفرج.. والإعلام له قيمته ودوره، ويكسب التقدير والاحترام عندما لا يتجاوزه ولا يتقمص مهام وعمل غيره أو حتى يسعى للتأثير عليه.. شكرًا إدارة الهلال.. ولكني اتساءل: وصلت الرسالة؟!
ورسالة صفراء مؤدبة
مع توقيت رسالة إدارة الهلال في الرياض كان هناك رسالة أخرى من جدة ومن صنو الهلال العميد الكبير، لكن الرسالة الصفراء لم تأتِ من الإدارة وإنما جاءت بشكل أقوى وأعمق، كانت رسالة (احتجاج مؤدب) من (الناخبين) الذين أبطلوا انعقاد (الجمعية العمومية) لاختيار أعضاء مجلس إدارة جديد برفض الذهاب إلى (صناديق الاقتراع) مما تسبب في عدم اكتمال (النصاب القانوني) لعقد الجمعية وبالتالي إلغاؤها وتأجيلها لمدة أسبوعين، وفي ذلك (رسالة) بليغة موجّهة لعدة أطراف معنية هي:
الرئاسة العامَّة لرعاية الشباب (أولاً)، لأنّها تقف وراء القرار وهي من تسبب فيه (أصلاً) ولا داعي للتفاصيل.. ثانيًّا رئيس النادي (المنتخب) إبراهيم البلوي الذي لم يف بوعوده وشعاراته التي رفعها في حملته الانتخابية وقبلها عندما كان (يقاتل) من أجل خروج الإدارة السابقة وكان من ذلك (زعمه) أنه يملك مجلس إدارة كامل من (رجال الأعمال) القادرين والداعمين وعندما جاء الأمر على المحك وحانت لحظة وفرصة تقديمهم أمام الجمعية لم يحدث شيء من ذلك.. أما الرسالة الثالثة فكانت بالتأكيد للأعضاء المرشحين والذين لم يكونوا سوى موظفين متقاعدين أو إداريين لهم تجارب وسبق لهم العمل في فرق ألعاب النادي المختلفة، ويبدو أنه لا ثقة في أغلبهم أو تطلّع إلى إمكانية قدرتهم على (إنقاذ) النادي فهم لا يختلفون عمّن سبقهم من الأعضاء.. أعرف أنهم سيفوزون في جولة الإعادة (بربع) النصاب ولكن قبل ذلك.. هل وصلت الرسالة؟!
كلام مشفر
- يرفض ويعترض ويغضب البعض عندما أقول: إن الهلال (سهم قيادي) رياضيًّا، وجاء قرار إدارة النادي و(صناع القرار) الأخير درسًا ومثالاً جديدًا وتأكيدًا على حقيقة هذه المقولة والعمل والتمسُّك بها.. فمهما كانت المعطيات والاعتراضات ورغبة العواطف الجامحة يبقى الكيان أهم والكيان أولاً.. ولا أحد فوق الكيان.. هل وصلت الرسالة؟!
- حتَّى سامي الجابر كان في تقبله للقرار والتعامل معه وتغريداته التي وجّهها لجماهيره ومحبيه وجماهير الهلال (مثال) للاعب الرياضي والرمز والأسطورة (الحقيقي) الذي يقدم مصلحة ناديه والكيان على ما عداه حتَّى إن كان سامي الجابر نفسه..
- يقول الجابر في واحدة من تغريداته: (شكرًا للجميع سواء من وقف مع سامي أو كان في الصف المعارض) ولو كان غيره (لجيش) إعلامه الشخصي وجمهوره الغشيم ضد القرار والمؤيدين له وضد الإدارة، ولو بالدفع وشراء من يرفعون العبارات واللافتات في المدرجات ولجعلها كرهًا و(عداوة) مع أن المسألة كورة ورأي ورأي آخر.
- يحتاج إبراهيم البلوي لاستثناء لعقد الصفقات وتوقيع العقود حتَّى اكتمال مجلس الإدارة، والمجلس لو اكتمل فلن يمنعه من اتّخاذ قرارات من دون الرجوع إليه، كما فعل مع الإدارة السابقة، ولذلك فإنّ التفاوض وتوقيع الاتفاقيات (الملزمة) لا يحتاج إلى استثناء ولا إلى مجلس مكتمل أو منعقد.. الجمعية حجة واهية.