لا ننكر بهجتنا المستديمة بأي منظومة من المشاريع التطويرية والإنمائية، التي هدفها تطوير المدن، وضخها بالجديد في الشكل العمراني، والدور الثقافي، والمضمون الخِدَمي، وكذلك عند إعطاء الأثرية منها ذات التأريخ، ومستودع الذاكرة أهميةً خاصة مثل الدرعية، والطائف، وأبها، وغيرها، وعند مدها بمشاريع تؤهلها لأن تكون هدفاً للسياحة، ووجهة للمريدين مواطنين، وسائحين، وزائرين، وباحثين..
هذا هو المأمول والمتوقّع، وما يراد أن تكون عليه مشاريع التنمية، والاكتساب من حضارة العصر..
وهذا ما تحقق ويمضي نحو الوجود من قبل تخطيط، وتنفيذ مشاريع إمارات المناطق، وأمانات المدن، وهيئة السياحة التي امتدت خبرتها مذ إنشائها في شأن بعث القيمة العمرانية والتراثية والتاريخية والحضارية والثقافية، جنباً إلى جنب مع ما تحقق عن أمانات المدن من تنشيط وتفعيل على مرأى العين للحدائق، والأسواق، ونحوه، وصار لها دور رئيس في جعل كبريات المدن في المناطق ذات صبغة جاذبة، وأنشطة فاعلة، ضخت الحيوية في المواسم من السنة، وفي الدائم من أيامها..، ..
مدينة الدرعية التاريخية هي موضع عناية واهتمام جميع الأطراف بلا شك، وأي مشروع ينشأ فيها بالتأكيد هدفه الأول تنشيط السياحة..
آخر ما قرأت من مشاريع في شأن الدرعية، هو توقيع إنشاء مركز تجاري فيها، أي مجمع يجمع بين الترفيه، والتسوق، والرياضة، على غرار عالمي ومنفذ في بعض دول الجوار، تبلغ تكلفته ستة مليارات ريال، ويضم حديقة ثلجية، وحلبة تزلج، وفندقاً فخماً، ومطاعم على مساحة شاسعة يضاهي نظيره في دبي..
لفتني اسم المشروع، فنحن نوغل في حجب لغتنا العربية عن النزول لساحات موطنها، لتحل في الصدارة مكانها الأجنبية وبحروفها.
ولأن التوجه الرسمي الآن نحو اللغة العربية لتكون لسان التعليم، والإعلام، والناطق الرسمي لكل من يمثّل الوطن في محافل العالم، ومواقع التمثيل، فليتها تُستخدم لغةً لمسمى هذا المشروع فبدل أن يكون «الدرعية فستيفال ستي» هناك ترجمة عربية تقابل هذا المسمى، ولا تعجز معانيها، وبيانها عن استيعابه..حتى إن كان عملاً تجارياً اختار له مؤسسوه الأصل هذه اللغة الأجنبية..
العربية لغة البهجة، وتستوعب المهرجان، وتعبر عن الاحتفال، وتحتضن الأعياد، وقادرة أيضاً على احتواء «المركز» بكل ما سيكون فيه بألفاظها العذبة،..
مسمى هذا المشروع وإن كان نظيراً للأساس وهو أجنبي..، أتمنى أن يؤسس فرعه في الدرعية بنظيره اسماً في العربية..
وليت من يبدأ في تصحيح هذا الزحف الموغل في الأسواق، ومشاريع التجار، ومؤسساتهم المختلفة، يحجب العربية باللغة الأجنبية.. فيتصدون لهم، ولكل ما تتضمنه الأسواق التجارية من مسميات أجنبية، وكل ما يُستقطب لتكون له فروع لدينا. بما فيها ما يتم بشراكة أمانات المدن، وهيئة السياحة، ووزارة التجارة، والبلديات، يخدم المواطن، ويعزّز انتماءه، ويستقطب السائح، ويقربه..
فوالله إن العربية لا يعززها غير أهلها..فلننتظر..