حلَّقت طائرات الهليكوبتر "شينوك" في سماء القاهرة والمحافظات المصرية أمس لليوم الثاني على التوالي، من أجل مواجهة المواقف الطارئة والتصدي لأية محاولات من شأنها التأثير على العملية الانتخابية، وتحمل طائرات الشينوك مجموعات من القوات الخاصة في الصاعقة والمظلات، جاهزة للإنزال في أي مكان على مستوى الجمهورية والتصدي لأعمال العنف. كما شهد محيط مطار القاهرة الدولي إجراءات أمنية مشددة واستنفاراً أمنياً لتأمينه في ثاني أيام الانتخابات الرئاسية، حيث قامت سلطات الأمن بتكثيف إجراءاتها على مداخل ومخارج صالات السفر والوصول، ومباني المطار ومواقف انتظار السيارات، والشركات المجاورة، ووزارة الطيران المدني، ونشر الكمائن على الطرق المؤدية إليه، بالإضافة إلى تأمين برج المراقبة الجوية ومركز الملاحة والعمليات الجوية، وقال اللواء علاء الدين علي مدير أمن المطار إنه يتم استخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات بالكمائن لفحص السيارات قبل دخولها صالات المطار وساحات انتظار السيارات، كما يتم الاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة في الكشف عن المتفجرات من خلال المرور الدائم على ساحات انتظار السيارات في كل مواقف السيارات بجميع المباني وصالات المودعين والمستقبلين، بخلاف المسح الشامل لكل المباني والمنشآت وأرض المهبط، مشيراً إلى انتشار رجال المباحث داخل أروقة المطار والاستعانة بكاميرات المراقبة لضبط أي مخالفات. كما أكدت مديرية أمن القاهرة عدم صحة الخبر الذي أذاعته بعض المواقع الإخبارية عن قيام سيارة تحمل مسلحين بالتواجد بمحيط لجان المعادي وطرة، وشددت مديرية أمن القاهرة أن الخطة الأمنية التي تنفذها المديرية لتأمين العملية الانتخابية لا تسمح بأية خروقات كالتي وردت بالخبر أو غيرها، كما أنه لم ترد ثمة معلومات بهذا الشأن، ولم ترصد الخدمات الأمنية ما يعكر صفو الأمن العام، ولم تتلق غرفة عمليات النجدة أية بلاغات بهذا الشأن، وأهابت المديرية بوسائل الإعلام تحري الدقة فيما تنشره عن مصادر مجهولة، والرجوع إلى إدارة الإعلام والعلاقات بالمديرية قبل نشر الأخبار التي قد تثير البلبلة لدى الرأي العام.
من جهتها أشادت المنظمات الأجنبية والعربية بسير العملية الانتخابية في مصر، حيث أكد عددٌ من الحقوقيين أمس أن اليوم الأول من التصويت للانتخابات الرئاسية مرّ دون تجاوزات من جانب مرشحي الرئاسة، فيما أكد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصري أن كافة المنظمات والجهات التي تابعت الانتخابات الرئاسية والمتمثلة في الاتحاد الأوروبي والأفريقي ومنظمات المجتمع المدني، لم تسجل أي خروقات أو سلبيات، وأكد أن المشهد غير مسبوق، مشيراً إلى وجود نوع من الفخر الوطني لدى الناخب الذي نزل ليكتب مستقبل بلاده وإرادته، وقال: " إنني لم أر ذلك المشهد في أي انتخابات أو استحقاقات سابقة، وأشار إلى أن الانتخابات تمت باحتراف وحرفية شديدة، معتبراً أن ذلك ليس شهادة للانتخابات ولكنه شهادة لإرادة التغيير التي أرادها الشعب. فيما أشادت داليا زيادة، المدير التنفيذى لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، بمشاركة المرأة المصرية، مؤكدة أن الحملتين التزمتا بقواعد التصويت الانتخابى، ولم ترتكبا أية تجاوزات، لافتة إلى أن التجاوزات التي وقعت كانت من مواطنين عاديين أرادوا أن يُعبّروا عن حبهم لمرشحهم عن طريق استخدام المكبرات ورفع الصور وتابعت: "الإخوان حاولوا تشويه العرس الديمقراطي من خلال الإساءة إلى المصريين الذين حاولوا التعبير عن سعادتهم بالمشاركة في التصويت من خلال الرقص والأغاني الوطنية، كذلك ادّعائهم بأن نسبة المشاركة الأعلى للعواجيز وسط غياب الشباب"، مشيرة إلى الإشاعات التي يروّجها الإخوان كمدّ أيام التصويت حتى يتقاعس المواطنون عن المشاركة خلال يومي التصويت. فيما قال الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان وعضو المحكمة العربية لحقوق الإنسان، إن العملية الانتخابية شهدت مشاركة كثيفة، مؤكداً أن الانتخابات مرت في يومها الأول بسلام ولم يشوبها إلا مقتل محمد فتحي عضو حملة السيسي على يد جماعة الإخوان الإرهابية.