باتت مصر على موعد مع إعلان اسم الرئيس الجديد خلفاً للرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي أطاحت به ثورة شعبية في 30 يونيو الماضي، أعقبها دعم الجيش للشعب بخارطة المستقبل في 3 يوليو الماضي. ورغم وجود منافسة حقيقية بين مرشحَين اثنين، هما المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق والسياسي الناصري حمدين صباحي، إلا أن استطلاعات الرأي ومؤشرات التصويت خلال اليومين تؤكد أن المشير السيسي يتجه لرئاسة مصر بأغلبية مريحة، على حساب منافسه حمدين صباحي، لكن وزير الدفاع السابق الذي توَّجه المصريون بطلاً عقب عزل مرسي يطمح إلى الفوز بنسبة تصويت كبيرة؛ لتمثل له رصيداً شعبياً كافياً لمواجهة إرهاب جماعات العنف السياسي، والرد على القوى الدولية والإقليمية التي شككت في شرعية "خارطة المستقبل". لكن حمدين صباحي منافس لا يستهان به، وهو يراهن على كتلة تصويتية ليست بالهينة، فهو يراهن على شباب الثورة ورافضي "حكم العسكر" وبعض مؤيدي مرسي الذين يصوتون لصباحي نكاية في السيسي. وقد عقد صباحي فجر أمس اجتماعاً مع أعضاء حملته الانتخابية عقب انتهاء اليوم الأول من الانتخابات، قال فيه: "إن كل صوت أخذناه وراءه قصة بطولة حقيقية؛ لأنه في ظل هذا المناخ والتعبئة يكون هناك شباب لديهم هذه الدرجة من الإيمان بأن يبذلوا هذا الجهد؛ ما يجعلني فخوراً بكل واحد في الحملة، وفخوراً أكثر بكل من أعطى لنا صوته". وطالب صباحي أعضاء الحملة بالاطمئنان؛ لأن "من شاركوهم الحلم" لن يتخلوا عنهم. لافتاً إلى أن مصر عند الشباب فكرة. وأشار حمدين إلى أنهم أدوا واجبهم بأمانة وشرف، وطريقة يفخرون بها، وأن المواطنين لديهم الفرصة في الاختيار، مشيراً إلى أن الإمكانيات كانت قليلة، والوضع صعب، معتبراً أنه في ظل كل هذه الأجواء من يمنح صوته يجب عليه أن يكون بطلاً. وأشار حمدين إلى أنهم دخلوا في مهمة محترمة يؤدونها بإخلاص، وبعدها أحسنوا التوكل والأخذ بالأسباب، ورغم ضعف إمكانياتهم قاموا بعمل معجزة بأن يكون هناك للناس صوت، وعندهم القدرة على أن يختاروا. فيما توافد المصريون أمس لليوم الثاني على التوالي إلى لجان الانتخاب لاختيار رئيس جديد لبلادهم، وقد لوحظ كثافة تصويتية في اليوم الثاني، ساهم فيها منح الحكومة إجازة رسمية للموظفين للإدلاء بأصواتهم، فيما استأنفت لجان الاقتراع على مستوى الجمهورية أعمالها بدءاً من الساعة التاسعة صباحاً، تحت إشراف قضائي كامل، ووسط مابعة من مختلف منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والدولية. وكان اليوم الأول للعملية الانتخابية قد شهد تبايناً في أعداد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات، ففي حين قامت لجنة الانتخابات الرئاسية بالدفع بعدد كبير من القضاة الاحتياطيين إلى عدد من اللجان الفرعية بالمحافظات المختلفة لمواجهة الزحام والإقبال الكبير على التصويت أمامها شهدت لجان أخرى حضوراً متوسطاً من قبل الناخبين، كما قام القضاة بعد التأكد من سلامة مقار اللجان بإجراء معاينة لصناديق الاقتراع والأقفال البلاستيكية المرقمة التي أغلقت بها تلك الصناديق، والتأكد من عدم العبث أو التلاعب بها، ومراجعة أرقام وأكواد تلك الأقفال ومضاهاتها بالأرقام المثبتة بمحاضر الإجراءات التي أعدها القضاة بالأمس، وقاموا بالتوقيع إلى جوارها وختمها. ويبلغ تعداد من لهم حق التصويت في تلك الانتخابات قرابة 54 مليون ناخب في الانتخابات التي تجري تحت إشراف قضائي من خلال 16 ألف قاض وعضو نيابة عامة وهيئة قضايا، يتولون الإشراف على 13 ألفاً و899 لجنة انتخابية فرعية تخضع لإشراف 352 لجنة عامة تتبع لجنة الانتخابات الرئاسية. ومن المقرر أن تقوم كل لجنة فرعية بإعلان نتائج الفرز من جانبها وإبلاغها للجنة العامة التي تتبعها، التي ستقوم بدورها بحصر وجمع نتائج اللجان الفرعية التابعة لها، وإبلاغها للجنة الانتخابات الرئاسية، التي ستقوم بدورها بإعلان النتيجة النهائية لعملية الانتخاب في موعد أقصاه 5 يونيو المقبل. فيما أكد مصدر أمني مسؤول بغرفة عمليات وزارة الداخلية انتظام الخدمات الأمنية كافة بجميع اللجان والمقار الانتخابية على مستوى الجمهورية؛ وذلك استعداداً لبدء اليوم الثاني والأخير من يومي عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية. وأضاف المصدر بأن غرفة العمليات تواصل عملها في رصد وعرض الوقائع والأحداث التي قد تحدث خلال فترة سير العملية الانتخابية، وعرضها إعلامياً على وسائل الإعلام المختلفة، بما يضمن نقل صورة واقعية للأحداث ومواجهة أية ادعاءات أو مزايدات إعلامية على مدار أيام الانتخابات.