اهتمت الدولة - رعاها الله - بجميع أفراد المجتمع، صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم، منذ توحيد هذا الكيان على يد الموحد لهذا الكيان المعطاء الملك عبدالعزيز عليه سحائب الرحمة؛ لذا ترصد الدولة كل عام المليارات في ميزانيتها من أجل تنمية المجتمع في جميع مناحي الحياة الدينية والصحية والتعليمية والأمنية والثقافية والرياضية؛ لذا مظلة شملت التنمية جميع مناطق المملكة التي تعتبر شبه قارة من أجل أن ينعم المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة برغد العيش، ومن أجل أن يعيش آمناً على نفسه وعرضه وماله.. لذا تعتبر المملكة من الدول التي تنعم بالأمن الاجتماعي والجنائي، ومن الدول التي تقل فيها نسبة الجريمة والانحراف ولله الحمد. والدولة لم تنسَ بعض شرائح المجتمع العزيز علينا جميعاً على مختلف المستويات. ومن هذه الشرائح الأيتام والعجزة والمعاقون. وقد رصدت الدولة في ميزانيتها كل عام المليارات التي تسخَّر للمعاقين وتخدمهم، سواء بإنشاء المراكز التي ترعاهم أو رعايتهم داخل أسرهم مع صرف الإعانات السنوية على مختلف فئاتهم؛ لذا نجد أفراد المجتمع يقدرون ويحترمون هذه الشريحة من المعاقين منذ نعومة أظافرهم. وقد سخرت الدولة الإمكانات لرعايتهم. ومن هذه الرعاية الرعاية التعليمية إضافة إلى الرعاية الاجتماعية. وبعض المعاقين قد يعاق في أحد أطراف جسمه، لكنه يكون نابغة في عقله؛ ليعوض ما فقده، وقد يتفوق على زملائه الآخرين من الطلاب الأسوياء. ومثال على ذلك الطالب (تركي) في جامعة الملك سعود في السنة التحضيرية؛ إذ لازمه النبوغ منذ أن كان في سن الطفولة المبكرة، وقد تفوق على زملائه وأقرانه في هذه الجامعة؛ إذ برز في تقديم بحوث ومشاريع عدة. وقد نال (تركي) الميدالية الذهبية من معالي الأستاذ الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود لتقديمه مشروعاً للجامعة لحل مشكلة النقل لأصحاب الإعاقة، وسوف ينفَّذ عن قريب.
وهنا في هذه المناسبة لا ننسى معالي مدير الجامعة، فلولا الله سبحانه وتعالى ثم جهوده الطيبة لما تيسر للطالب (تركي) ما وصل إليه من تفوق في دراسته في تقديم مشروعه للجامعة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام معالي مدير الجامعة وحرصه على جميع الطلاب في مختلف مراحل الجامعة برعايتهم دراسياً وتسهيل تحصيلهم الدراسي وتشجيعهم على النبوغ جميعاً، خاصة الطلاب المعاقين الذين نعتبرهم أشخاصاً أسوياء، فإذا حصل لهم نقص بسبب الإعاقة برزوا في أشياء أخرى، وليس هناك شخص كامل إلا الله سبحانه وتعالى، فكلنا لدينا إعاقات، قد تكون نفسية أو عضوية، ولكن هذه الإعاقات لا تحد من مسيرتنا في الحياة؛ لنعيش أسوياء، وكل ميسر لما خلق له.
نكرِّر شكرنا لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور (بدران العمر) على جهوده هذه في رعاية طلابه. والله من وراء القصد.