تميزت مملكتنا الحبيبة بوضع أمني فريد يقوم على التمسك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة وتثبت العدل بين الناس وتحقيق التطور والتنمية في جميع مناحي الحياة؛ حيث تتبع المملكة سياسة حكيمة قائمة على الشريعة الإسلامية. وكانت الأسس التي ربَّى عليها موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز - عليه سحائب الرحمة- أبناءه من تربية دينية تتمثل في الاستقامة والصلاح واحترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير وحب الناس والتدين وحفظ للقرآن الكريم، وسار أبناؤه على الدرب، فنجد تربيتهم أبناءهم امتداداً لحسن التربية وحسن السلوك الذي تربوا عليه، وهذا المنهج الإسلامي السليم الذي يعد أساساً للتربية الإسلامية الصحيحة والتنشئة الاجتماعية السليمة.
ومن بين الأحفاد البارزين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؛ فهو ملازم لوالده، يعمل في تواضع وتأنِّ وصمت إلى جانب والده عندما كان أميراً لمنطقة الرياض لفترة طويلة؛ حيث تعلم منه الحكمة والحس الوطني والسياسي والبعد الاجتماعي مثله مثل بقية إخوانه حيث يعتمد عليه والده بعد الله على أمور كثيرة لينجزها بصمت وحكمة.
والآن، وقد أصبح والده لديه من المهام الجسام الملقاة على عاتقه كولي للعهد ونائب لرئيس مجلس الوزراء ووزير للدفاع أصبح سمو الأمير محمد بن سلمان الابن البار الذي يقف خلف والده في كل المهام، ويعمل في صمت ودأب رحب ولولا مكانته وكفاءته الاستشارية لما أسند له والده هذه المهام كرئيس لديوان سمو والده ومستشاره الخاص لا سيما وأنه يحمل مؤهلاً جامعياً في القانون.
وقبل هذا كله نظرة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، متعه الله بالصحة والعافية، هذه النظرة الثاقبة والحس الوطني والسياسي والاجتماعي؛ حيث إنه ينظر - حفظه الله- إلى الرجال ويضع كل شخص في مكانه وميزانه المناسب، وهذا ما جعلـه يصدر أمره الكريم بتعيين سموه وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله.
وهذا لا يستغرب من سمو الأمير سلمان الذي ربَّى أولاده على هذا النمط من السلوك الواعي وحسن السيرة والحكمة؛ لكي يحذوا حذوه كأجمل نموذج للأب والابن البار بوالده.
إن نظرة سمو ولي العهد الثاقبة ورؤيته المستقبلية وفهمه لمجريات الأمور جعلته يختار سمو الأمير محمد بن سلمان لهذه المهام الجسام فهو الذي لديه العبقرية والحس التي تمكنه من إنجاز ما يسند إليه من مهام بصمت وحكمة دون شوشرة أو جعجعة.
ويتمتع سمو الأمير محمد بن سلمان بنظرة ثاقبة دراية بأمور شؤن الدولة، وهو يعمل في صمت ويقف على جميع الأمور التي تهم والده ويصاحبه دائماً في بعض الزيارات خارج المملكة، كما يلبي ما يطلبه منه سمو ولي العهد من مهام ويقدم كل ما يستطيع من أجل إنجاز ما يسند إليه، ومن أجل مصلحة الوطن ومصلحة المواطنين.
وأنني أحيي سموه على ما يبذله من جهود وما يقدمه من أعمال، ولا ننسى في نهاية هذا المقال الأعمال الخيرية التي يتابعها بنفسه، والوقوف عليها مثل: مشروع الأمير سلمان بن عبدالعزيز للإسكان الخيري، ومشروع الشيخ عبدالعزيز بن باز وجمعية رعاية الأيتام، وغيرها من الأعمال الخيرية التي لا يرغب سموه الإفصاح عنها - جزاه الله كل خير وجعل ذلك في ميزان حسناته ونفع به الوطن والمواطنين.