في الوقت الذي تتهاون الكثير من الدول المسلمة في تطبيق الشريعة الإسلامية بدقة في قوانينها، وتتجاوز الكثير من حدود هذه الشريعة في تعاملاتها مع اليومي، والمُعاش مظهراً، وسلوكاً، وامتثالاً يُعلن بالأمس الأول في (بروناي) أن الأول من مايو لهذا العام 2014 للميلاد الموافق الثاني من رجب 1435 للهجرة النبوية الشريفة يوم ابتداء تطبيق التشريع الإسلامي قانوناً للبلاد،.. تطبيقاً يأتي بالتدرج، تماماً كما بدأت الدعوة السماوية متدرجة في التعريف بالإسلام، والدخول فيه، ومعرفة نظامه، ومن ثم تطبيقه بعد الإيمان المطلق، واليقين الثابت، ليكون الإنسان مؤهلاً متقبلاً قادراً على استساغة التشريع، والتعايش معه، والتمسك من ثم به، فالامتثال طواعية لحدوده، في التفاهم معه، وتقدير له...
(بروناي) أرض السلام الممتشقة الساحل، النامية في نهضتها، تستيقظ مفعمة بالهدى، واثقة الخطوة في الزمن الذي غلبت على المسلمين شقوة الانفتاح، ووهم الاندماج، وزيف الكونية، وأقنعة العولمة..
وكما «أونج إلك بيتاتر» هتف «برو ناه» أي بالعربية عظيم، وهو يكتشف على الشاطئ «بروناي» كما ورد في أساطيرهم.. فإننا نهتف بالكلمة ذاتها في لغتنا: عظيم....... عظيم......،
نعم عظيم هذا القرار.. في زمن محاربٌ فيه الإسلام وتشريعاته..
عظيم أن تعلن «بروناي» تطبيق الشريعة الإسلامية فيها بعد أن غاب فيها قانونها احتلالاً متعاقباً، وثورات، ومن ثم كفاحاً لتحرير إسلاميتها، في مواكبة دعم نموها وتقدمها..
في هذا التتويج لنموها الاقتصادي آلت على نفسها إلا أن تطلق النبع..، وتقف على دعائم الشريعة المكينة في المعاملات الفردية مع أنظمة السلام ليكون لها من اسمها بلد السلام نصيب التطبيق..
ندعو الله لهم أن يثبتهم، ويزيدهم قوة وإيماناً، ويعزز الإسلام في جميع بلاد المسلمين في سلام مع أنفسهم، ومع غيرهم..
دين الحق، والعدل، والنور، والهدى، والأمن، والسلام، واحترام علاقات الإنسان بالإنسان.. ويحفظ علينا سلام الإسلام وحفظ السلام رب العالمين.