لو تفكر الإنسان في شأن ما يبقى وما ينتهي ..، لما منح لمحة من زمنه في صنع مشكلة ,أو بحث عن حل لها..
ولما ترك مخلفاته للطير ليختنق..، وللهواء ليتكدر..،.. ولعين تراها فتعشى،...، أو لنفس لتألم..
ولفرش لنفسه طريقاً ممهداً بالقناعة، مجملاً بالتجاوز..،
وعيناً تغض الطرف عن غيره..
ولجعل وقته للعطاء لأن لاشيء يؤخذ معه، ولا شيء يبقى باسمه..
تنطوي الحياة بالأيام ..، وما أن يتحول المرء جزءا من تراب أرضها إلا يكون قد طُوي من ذاكرة .، ووضعت بعض آثاره في أرفف، أوخبئت في صناديق لتتآكل مع ما تآكل منه..!
ليست نظرة تشاؤمية ..،
أدري سينبري من يقول: وكيف تُبنى الحضاراتُ..، وتبقى الآثارُ..؟!
سأبتسم طويلا لمن يقول هذا ..، ثم أمر به مرورا كريما..!!
لو تفكر الإنسان في ماهية وجوده..، ومعنى بقائه..، وسر موته ..، لأدرك أن ما يبقى له ..، ومنه هو ذا الذي يذهب معه..
فليتعمق في معرفته..
وليؤسس له.. صرحا وبنيانا..!
إن كان همُّه الأوحد هو البقاء..!!
أما هذه، فهي كثيرا ما أتخيلها تسخر منه، وتضحك عليه..!
فهي ليست له..!!
الحياة ليست لك..، فلا تمنحها منك أكثر مما تستحقه..
عش فيها هينا..، واذهب منها خاليا..
وخذ معك ما سيبقى لك..
ذلك اللبُّ فلا تعنى بالقشور..!!