حين تنفرج بوابة الطائرة.. يتدفق الراكبون للخروج منها لساحة المطار..
الأكثر منهم مكممون ترى في وجوههم التوجس والحيطة..
جدة موبوءة...هكذا توحي أشكالهم..
«كورونا» نزل فيها وعاث..
يتخيَّل الواحد فيهم أنه بلا هذه الكمامات سيصاب..
يدلف خارجاً عن المطار،..
هناك الناس في عرباتهم، وشوارع المدينة على حوافها المحال المختلفة بما فيها الصيدليات, والمصحات..
الناس تمشي في انطلاق بلا وجل..!
يذهب لزيارة مريض لولا قربه ومعزته لبقي في بيته رهين حذره.., هارباً من شبح «كورونا»..
لا يجد ما يتوقّعه من أحد يقف في استقباله بنشرات تعليمات للوقاية، وتعريف بأماكن الإزحام, ومواقع العدوى ليتجنبها..
ليس من أحد في الأسواق، ومداخل المحال الواسعة يمد إليه يداً بواقيات من كمامات، ومعقمات كما يحدث في المدن المتحضّرة..
مسؤولو الصحة, والوقاية لم يفعلوا شيئاً للعامة المنتشرين في المدينة «المريضة»..!!
إذن هذه الصورة الواقعية للحركة في «جدة» لا تعكس تعبيراً عن وجود «كورونا» بقضه، وقضيضه في «جدة»..
إذن ما يكتب، وينشر, ويتصارخ به الناس من الخوف، وأعداد الموتى، والمصابين، وعدوى حادة, ومنتشرة، وخشية سقوط في المرض فيه مبالغة عاتية، وعدم صدق واضح..
وإلا فالصورة على وجهها الآخر الخفي مجهولة لهم..
أنا في «جدة» الآن..
و»جدة» تتحرك كما أعرفها بانسيابية تامة, مستقرة كما قدّر لي أن أرى في كثير من مرافقها.. والناس فيها لم تغير حركتها.. ولا توجهها.., فالسلامة فيها مضمونة بمصادقة العامة الذين يتحركون بلا أقنعة، ولا كمامات، ولا معقمات إلا في النادر كما رأيت في المطار, والشارع, والصيدليات وبعض المصحات، وطريقي الذي مررت به في احتواء..!!..
وإلا فإنني لم أشهد حالة أخرى لها كانت وعسى أن تكون قد عبرت بلا عودة.....!!
فاطمئنوا وأنتم تعزمون التوجه إليها أيها الطيبون..!!