المجازفة الخلاقة..!!

جُبل الإنسان أن يكون مجازفاً حين تعتريه طموحاته بوخزها الدافع..

ولا أصدق من هذه الحقيقة حين يكون في مواجهة خوفه، وتردده..

إنه حينذاك يقتحم المجهول.., وهو يتخيله واقعاً..، فإذا ما اقتحمه تبدَّت له قدرته على التعايش مع طموحه..، وإحالة مخاوفه لمكاسب، ومجازفته لسبيل..!

هذا في الإنسان وَقود بهجته، وعنفوان ثقته بنفسه..

وقد عرف هذه المجازفات المبحرون في أحلامهم..، يعجنون ماءها ليصبح إنجازاً ماثلاً.. وفيهم العلماء، والمبدعون، والبناؤون، والمعماريون..،.. و..وعديد من الطاقات النادرة، والمفاجئة بإنجازاتها..

ولعل الأول من مايو 2014 موعود السائح بمواجهة فعلية مع إنجازات المجازفين المبحرين في أحلامهم، الذين حولوها إلى منجز ملموس يجعل المرتاد لصنيعهم كأنما يمشي «فوق السماء»..!!

إذ كما أوردت صحيفة «سبق» الإلكترونية 25-6-1435 سيفتتح المزار العالمي الأول الذي صمم دائرياً على ارتفاع 918 قدماً عن الأرض على جبال روكي الكندية، وهو عبارة عن طريق زجاجي دائري، أجده يتحدى في السائح خوفه، ويحفز طموحه.. ويجعله قريباً من الأجنحة، وعميقاً في الضباب، وجزءاً من الفضاء.. دونه البحور، والغابات، والحيوان..

سيكون في سياحة يستلب فيها مجازفة البنائين، ومخيلات المهندسين..، وصمود جبال روكي.. بمفعم ما فيها من الخيال, والجمال، والثلوج, والمحفزات..

هو ذا الإنسان في قمة تفاعله الأخاذ..

ما شاهدته من صور ملتقطة لهذا المزار الخلاب، استحضر أمامي منجزات المجازفين، وطموحهم الخلاق..

هو ذا الإنسان.. حين توخزه الأحلام فيحيلها بين يديه عجينة مشتهاة..، ورغيفاً ماثلاً للطُّعم..، يتجاوز به حتى الأعالي..!!