وبدأ الإصلاح .. وزارة الداخلية نموذجاً (4)

من مهام وزارة الداخلية تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة للمواطنين والمقيمين ومحاربة الجريمة والرذيلة والفساد، والحفاظ على سلامة المجتمع، بالإضافة إلى أنها تعد أكبر وزارة خدمية لجميع المواطنين.

** يحمل كل مواطن بطاقة صادرة من الأحوال المدنية، وهذه البطاقة نالها التطوير فأصبحت مرجعاً له في كل أموره للحصول على أية خدمة. وبعد ربطها بالبصمة وجعلها ممغنطة فقد أصبحت شاملة ومتكاملة ولا تحتاج حالياً لأية إضافة، خصوصاً بعدما أُلزمت المرأة بالحصول عليها بعد أن كانت مقتصرة على الرجل! برغم تذمر المتشددين واحتجاجهم العقيم!

** كما خطت إدارة الجوازات حثيثاً نحو التطور بإقرارها الجواز الإلكتروني، وجهودها مؤخراً بحملاتها الموفقة لتصحيح أوضاع الوافدين تجعلها في بؤرة الحدث، لاسيما بعد تدرجها بالتخلي عن عسكرة هذه الإدارة ذات الملامح المدنية. ومن التطور الملموس إرسال رسالة نصية للمواطن عند وصول العمالة والزائرين القادمين للمطار والإبلاغ عن خط سيرهم حتى استلامهم.

** وتشكل إدارة المرور بالمنظومة الأمنية أهمية كبيرة، حيث تتركز جهودها بالحد من الحوادث المرورية من خلال الاحتياطات والاحترازات وتنظيم السير. ولعل نظام «ساهر» أفضل إنجاز مروري أسهم بالتقليل من الحوادث وضبط الحركة المرورية. وهذا لا يمنع من نشر رجال المرور في الشوارع لمتابعة بعض التجاوزات مثل سير بعض المركبات بدون لوحة أو طمسها ورصد التفحيط. كما يأتي نظام «باشر» إضافة مرورية متطورة للربط بين رجال المرور في الميدان ومركز المعلومات الوطني لرصد المخالفات المرورية وتسجيل الحوادث والتعرف على السيارات دون الحاجة لسجلات يدوية، وهي خطوة لتسريع إنجاز الإجراءات المرورية وفق أنظمة تقنية حديثة ومتطورة.

** ولعل الدفاع المدني بفكره الجديد وآلياته المتطورة يدخل ضمن منظومة وزارة الداخلية الإبداعية مما يجعله دوماً على أهبة الاستعداد، ومشاركاً فعالاً بالإنقاذ من حوادث الحرائق وفي مواسم الأمطار وما يرافقها من حالات غرق في المستنقعات والأودية.

** ويأتي حرس الحدود ضمن أنشط الإدارات التي تحافظ على حدودنا من الاختراقات، وهو كل يوم يقدم للوطن شهداء في سبيل أمن الوطن واستقراره أثناء إحباطه محاولات التسلل وتهريب المخدرات.

** وتسعى إدارة مكافحة المخدرات لإنقاذ المواطنين من محاولات استهدافهم بالوقوع في هذه الآفة الخطيرة التي قضت على مستقبل بعض الشباب وقوضت حياتهم وشردت أسرهم. ولو أدخلت مستشفى الأمل لعلاج المدمنين ضمن إشرافها واختصاصها لأكملت جميلها.

** ولا يمكن تجاهل وضع السجون الحالي التي تحولت لإصلاحيات وتهذيب أكثر من عقوبة وردع، وأصبحت تحوي أجنحة مثالية لمن يثبت حسن سلوكه ويستثمر نشاطه لمصلحته وغيره من السجناء.

** ولا شك أن ترسيخ الأمن يأتي من خلال الضربات الاستباقية من لدن المباحث العامة لمن يحاول هز أركان الوطن واستقراره، وهذا الجهاز هو الجندي المجهول الساهر على أمن بلدنا.

وجهود وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في سبيل إصلاحها الدائم تصب في مصلحة الوطن.

ولعل في ذكر أربع وزارات خدمية حققت تطلعات قائد الوطن بعد توليه الحكم قبل تسع سنوات؛ يكون دافعاً لبقية الوزارات لإكمال مسيرة الإصلاح الشاملة لوطن يستحق أن يكون في الطليعة دوماً.