تواجه كثير من الوزارات النقد الاجتماعي، ويتعرض بعض الوزراء للتجريح من لدن فئة اعتادت على ذلك طالما لم يتوافقوا مع أهوائها أو أطماعها الشخصية أو قناعتها الذاتية. ومن الوزراء الذين تعرضوا لذلك وزير العمل لدرجة الدعاء عليه! وكان متفهماً للدوافع متسامحاً معها لذا قال بعفوية: مَن يدعو علي اليوم سيدعو لي غداً!
وبنظرة إيجابية لجهود وزارة العمل فإنه يحسب لها الحماس والإصرار على توظيف المرأة حفاظاً على كرامتها وكي لا تكون عالة على مجتمعها بل شريكاً فعالاً في التنمية، وبالفعل أعلنت الوزارة مؤخراً عن نجاح مساعيها بتوظيف ما يربو على 450 ألف سعودية في القطاع الخاص عدا عن الشباب.
وتأتي خطط التأنيث الثلاث درة في جبين الوزارة برغم العقبات والحملات القاسية من لدن ثلة ترفض التغيير وتقف أمام كل ما يتعلق بالمرأة سواء بتعليمها أو ابتعاثها أو انخراطها في سلك العمل. وقامت شراكة جميلة بين الوزارة وهيئة الأمر بالمعروف لمتابعة سير عمل المرأة في محلات بيع التجزئة والمستلزمات النسائية ومراقبة كل ما يتعارض مع السياسات والثوابت الاجتماعية لسد ذرائع المتربصين!
وتأتي خطط الوزارة متناغمة مع توجهات القيادة بإحلال المواطن محل الأجنبي، وهو جهد جبار في ظل الإصرار على رفع أجر السعودي مقابل أجور متدنية للوافدين! وهذا بلا شك تحدٍ راهنت عليه الوزارة ونجحت حينما أقرت أبرز برنامج تنموي موجه للموارد البشرية الوطنية وهو برنامج (نطاقات) وفرضته على الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص بهدف رفع معدلات توطين الوظائف، وقامت بتوجيه الشباب وساهمت بتكاليف تدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل من خلال برنامج (هدف) وتحمّل نسبة من رواتب من يتم توظيفهم في منشآت القطاع الخاص، وبالمقابل زادت رسوم تكاليف العمالة الوافدة لصالح المواطن!
وبادرت الوزارة بوضع الحلول التوفيقية للعديد من القضايا والمسائل العمالية وفض الكثير من المنازعات العمالية مع كفلائهم أو المؤسسات التي يعملون بها فضلاً عن ملاحقة العمالة السائبة والقضاء عليها بالتعاون مع وزارة الداخلية. ونرجو أن يكون للتستر التجاري علاج سريع.
الجميل في الوزارة هو بث رسائل توعوية من خلال الجوال وقنوات التواصل الاجتماعي ومناشدة المواطنين مشاركتها وضع الخطط التنموية من خلال الدخول لموقعها ووضع المقترحات والآراء المناسبة ومتابعة أداء عملها وتقييمه.
وطالما بنت الوزارة خططاً استراتيجية راسخة وتجاوزت القرارات الوقتية ذات الأثر المحدود، وشاركت المواطن همومه وتطلعاته المستقبلية ولم تنفرد بالقرارات لوحدها؛ فهي حينئذ تخطت الحاضر وتعيش بالمستقبل، ولها من كل مواطن -نال الاهتمام والرعاية- التقدير والاحترام، والدعاء بالتوفيق!