بعد شد وجذب نقلت مباراة النصر والتعاون وهي المباراة الأخيرة في دوري جميل من ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببريدة إلى إستاد الملك فهد الدولي بالرياض. هذه المباراة والتي توج بنهايتها نادي النصر بكأس الدوري.. مباراة لا تقدم ولا تؤخر في الترتيب العام بحسب آراء كثير من الإعلاميين المحايدين، ورغم ذلك صاحب نقلها كثير من التشنج والاحتقان، وارتفعت الأصوات حتى أننا وسط هذه المعمعة لم نقرأ رأياً متزناً ولم نصافح طرحاً موضوعياً وسط إعلام رياضي يؤمن بنظرية المؤامرة ولا يتردد مسيروه عن إطلاق مفردات يعف عن ذكرها اللسان النظيف.
سمعنا اتهامات بالتخوين والمحاباة دون أن يتحفنا من تولى كبر الاتهام بما يثبت صحة كلامه.. إعلام رياضي يخلع رداء المثالية إذا كانت النتائج في غير صالح فريقه ويلبس ذات الرداء دون حياء أو خجل إذا كانت القرارات تصب لمصلحة فريقه فيثني ويشيد. يتحول إلى إعلام مادح رادح، أي أنه إعلام ينظر إلى القرارات بطريقة مختلفة لا علاقة لها بالمهنية الإعلامية المؤسسة على الموضوعية والمصداقية.
إعلاميون يتحدثون بكلام إنشائي عاطفي دون أن تكون بين أيديهم مستندات وأدلة غير قال فلان وتحدث علان..
الجميع مسؤولون في رعاية الشباب، وإعلاميون في الصحف والقنوات الفضائية انشغلوا كلهم بالنتيجة وتركوا الأسباب، أنهمكوا جميعاً بين مؤيدين للقرار مستميتين لنقل التتويج مهما كانت التبعات، ومتشنجين محتقنين من القرار يحاولون بشتى الوسائل ايقاف نقل المباراة وحرمان البطل من التتويج على أرضه وبين جماهيره.
كل هؤلاء انشغلوا بالنتيجة المتمثلة في قرار نقل المباراة بعد اتفاق جميع الأطراف، وتركوا الأسباب التي أدت لقرار النقل وهي الأسباب التي حددها الدفاع المدني في تقريره عن الملعب ومدى صلاحيته، وهل هو جاهز لاستقبال أكثر من ستين ألف متفرج، وهل هو مطابق لشروط الشركة الرعاية للدوري وحقها المشروع بأن يكون التتويج في أفضل الظروف؟.
مباراة التتويج تمت وانتهى كل شي وبقي السؤال الأهم عن ملعب بريدة وهل سيترك على وضعه، وهو ملعب قديم ظل يستقبل المباريات منذ أكثر من ثلاثين سنة دون تطوير؟. تقرير الدفاع المدني تحدث عن وجود مخلفات داخل وخارج الملعب، وعن تصدعات وتشققات، والأخطر هبوط أرضي في مدرجات الدرجة الأولى، وأن الملعب لا يتسع لثلث أعداد الجماهير المتوقع حضورهم.
في رأي آخر أكد رئيس نادي التعاون أن المنصة الرئيسية في الملعب لا تتسع لأكثر من أربعين شخصاً!، وأن الأعمال الانشائية في المضمار قائمة، وأن الملعب غير مضمون من الناحية الأمنية.
ما يهمنا الآن وقد انفض السامر هو تطوير الملعب الأكبر في منطقة القصيم ليكون جاهزاً لكافة المناسبات مسقبلاً، ولتكن البداية من تقرير الدفاع المدني ليطرح كورقة عمل يتبناها مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالقصيم، فليس من المنطق أن يكون أكبر ملعب بالمنطقة بتلك الصورة المحزنة! أين كان المكتب عن الملعب طيلة السنوات الماضية، وأين أدواره، أم أنه كان يغط في سبات عميق ولم يتذكر الناس وجوده إلا عند ورود أسمه في هوامش أحداث نقل مباراة التتويج؟.