مواطن عاشق لوطنه حتى الثمالة. لا ينصت لكلام حاسد يقدح فيها، ولا يجري خلف أبواق المحرضين على الفتن وشق الصفوف، ولا يلتفت لمن يزايدون على حب الوطن جرياً وراء المصالح الزائلة.
مواطن بسيط حبه لبلاده بأهلها وناسها فطري صادق. لم يقف على باب أحد طلبا لمعونة أو مساعدة، لأنه يدرك اهتمام القيادة بمواطنيها على الرغم من تكاسل المنفذين وتباطؤ المترجمين لسياسات الدولة، إما لا مبالاة أو تكاسلا أو قلة خبرة أو تعطيلا أو تسويفا أو جهلا بالأنظمة وتفسيراتها.
الإدارة الوسطى أو التنفيذية ربما حرمت مثل هذا المواطن وغيره الكثير ممن يحبون وطنهم من كثير من الميزات التي منحتها الدولة للمواطنين، أو ربما أخرت مواعيد حصولهم عليها حتى انعدمت الجدوى أو كادت بسبب مؤسسات سلحفائية - مع الاعتذار الشديد لحبيبتنا السلحفاة التي سبقت الأرنب الكسول في الأسطورة التاريخية - لا تنجز المهام إلا بعد فوات الأوان.
احتياجات أي مواطن كثيرة، لكن أعتقد أن السكن أول كل الأولويات لمن يعيش بصورة طبيعية. لسان حال المواطن يردد عبارات يجب أن يسمعها أي مسؤول وبخاصة من يتصدون لحل مشكلة الإسكان بإسكان ما يقارب 60% في مساكن يملكونها تقيهم هم الحاجة وإلحاح أصحاب الأملاك.
لسان حال مواطن يقول، في موطني لا بد أن أحصل ولو على موقع قدم نضع فيه ومن أعولهم أرجلنا لأطمئن بأني مواطن مغروس بقوة في هذا الوطن. دون أن أمتلك ولو شبرا من هذه الأرض تبدو أحوالي وكأني بلا مأوى لي ولأبنائي ولأحفادي من بعدي. بيت صغير تكبر فيه أحلام أسرتي. منزل وادع يحتوي تلك الأرواح المتطلعة والمتوثبة لغد أجمل وأمثل.
بلا دار أفقد التركيز، تحاصرني الهموم. الدار تخفف علي أكثر من نصف التكاليف.
تظل تلك الأماني محبوسة لمواطن لا يجد سبيلا لحل أزمته دون مساعدة ومساندة. القيادة لم تقصر فكرت بالحلول منذ زمن، وأسندت ملف الإسكان لوزارة كاملة العدة والعتاد بدأت مهامها الفعلية قبل أربع سنوات. ضخت ميزانيات كبيرة للإسراع في الحل، وأعطت الصلاحيات دون حدود للوزير وفريق عمله وحثتهم على سرعة التنفيذ.
كانت مساحات التفاؤل شاسعة ممتدة لكنها بدأت تضيق، والحماسة أوشكت أن تخبو. كانت البدايات مشجعة للغاية لحل مشكلة أزلية لأي مواطن دخله محدود وحيله مهدود. كثرت التساؤلات. برزت علامات الاستفهام. هل دخلت الوزارة غمار المهام دون خطة واضحة المعالم، فغرقت في بحور المعوقات حتى غدت عاجزة عن إنجاز أي شيء ؟ هل التسجيل في الموقع لجمع معلومات غائبة أم لحصر أسماء مستحقين، أم أنه من باب التسكين وتهدئة النفوس الحائرة ؟
مواطن يبحث عن أرض وقرض! فأين الأرض وأين القرض؟ ما زال الغموض يخيم على الأجواء والناس تسأل وتكثر من الأسئلة لتفاجأ أن وزارة الإسكان لازالت تبحث عن مقر لفرعها في منطقة الرياض! إعلان بالتأكيد يدعو للقلق والخوف من المجهول! كيف لوزارة الإسكان أن تبحث عن مقر لفرعها بالإيجار؟
هل للوزارة أن تزيل الغموض وتعطي مواعيد نهائية كي يطمئن كل باحث عن سكن؟ أم أن العقبات والمعوقات أكبر من جهد الوزارة وبالتالي أصبح السكن أكبر من حلم مواطن بسيط ؟ أفيدونا بارك الله فيكم.