أسعد كثيراً بأية ردود أو تعليقات ترد للجريدة على مقالاتي في هذه الزاوية «مسارات»، وتتضاعف سعادتي حين تحمل الردود إجابات شافية على تساؤلات تم طرحها، أو إثراء للمقال بإضافة معلومات أو حقائق أو إحصاءات أو حتى تصحيح لما ورد في المقال فحرية الرأي في إطارها المتعارف عليه مكفولة للجميع.
من الأمور غير المريحة عند ما ترسل للجريدة ردود غير مكتملة تنقصها كثيراً من عناصر الرد المثالي أو لنقل الرد الوافي الشافي.
في صفحة عزيزتي الجزيرة نشر تعقيبان مقتضبان من إدارة العلاقات العامة واِلإعلام بوزارة الشؤون البلدية والقروية. الرد الأول نشر يوم السبت الماضي 14-5 تحت عنوان «مالك الأبراج له صلاحية لاستكمال الأعمال الإنشائية» رداً على مقالي «أبراج الأشباح في بريدة».
الرد اقتصر فقط في مضمونه على معلومة يبدو أن الإخوة في أمانة القصيم أرادوا تأكيدها أكثر من مرة وهي أن الأمانة لم يسبق لها إيقاف العمل في المشروع من بدايته، وأن صاحب الأبراج قد منح ترخيصاً قبل البدء بالتنفيذ رغم أن هناك أدلة تنفي تماماً هذه المعلومات، فالأمانة أوقفت بناء الأبراج بتوصية من الدفاع المدني عند نشوب الحريق الشهير قبل خمس سنوات تقريباً، فكيف تقول الوزارة إن الأمانة لم يسبق لها إيقاف العمل؟ ثم إن هناك معلومات تؤكد على أن الترخيص لم يصدر لصاحب المشروع إلا بعد بداية التنفيذ بمدة ليست بالقصيرة! وهنا مخالفة قانونية صريحة!
الرد جاء خالياً من كثير من الإيضاحات وكأنه تأدية واجب لا أكثر. كنا ننتظر مثلاً الإفادة عن مدة التوقف الطويلة التي تجاوزت خمس سنوات ومن يتحمل المسؤولية، وأين الأمانة عن متابعة مشروع متوقف، وأين بحثها الجاد عن الأسباب، ولماذا منح التصريح لصاحب المشروع بعد مدة طويلة؟ هل هو استدراك وتصحيح لوضع خاطئ؟ أم هروب من تبعات المسؤولية؟
الرد الثاني نشر يوم الاثنين الماضي 16-5 بعنوان «إغلاق المتنزه لهذه الأسباب» تعقيبا على مقالي «بأمر أمانة منطقة القصيم إغلاق أكبر المتنزهات». تضمن الرد أيضا إجابات ليست أفضل حالاً مما ورد في التعقيب السابق، فالوزارة أرجعت أسباب الإغلاق إلى أن متنزه الملك عبدالله الوطني حالياً ينفذ به أعمال حيوية ويحتاج إلى تأمين حراسة وصيانة حيث تم إغلاق المتنزه لحين بدء عقد التشغيل والصيانة والحراسة وسيتم فتح أبوابه للمرتادين بعد الانتهاء من تسليم شركة التشغيل والصيانة جميع أعمال الموقع!
هذا الرد يتضارب تماماً مع تصريح الأمانة في وقت سابق إذ أرجعت السبب لقلة وندرة الزوار خلال فصل الشتاء مما شجع المسؤولين لإغلاق المتنزه لإنهاء المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع! الرد تجاهل أيضاً خطابات نزاهة حول التكلفة الإجمالية للمشروع، وأسباب تغيير اللوحات! ولم يحدد أيضاً مدة زمنية لإعادة التشغيل!
كنت أتمنى لو أن إدارة العلاقات العامة بوزارة الشؤون البلدية والقروية أعطت اهتماما لمضامين المقالتين لتأتي الردود بمستوى ما طرح وأهميته بالنسبة إلى سكان المدينة، إضافة إلى إيضاح اسم الزاوية، وأن ما نشر مقالات وليست تحقيقات أو استطلاعات مع تحرير اسم الكاتب في كلا الردين ليكون القارئ على بينة من الأمر ويعرف بالتالي عن أي موضوع يتحدث المعقب.