اليوم العالي (للوالدين)!

هناك قصص وتفسيرات عديدة صاحبت سبب إطلاق اليوم العالمي (للأم)، الذي يوافق اليوم (الجمعة 22 مارس)، بعد أن كان في اليوم الذي سبقه (21 مارس) منذ عصر الإغريق، مع أن بعض الشعوب مازالت تحتفل بالتاريخ القديم!.

لا حاجة لنا للدخول في تفاصيل الأمر، فثقافة الاحتفال غزت مجتمعنا شئنا أم أبينا، وأعتقد أن الرفض المطلق (غير مجدي) مع الانفتاح العالمي؟!.

برأيي أن يتم تحوير المناسبة للتذكير بأهمية (الوالدين سوياً)، لأن الأب (لا يوم مستقل له) رغم أن (الأمم المتحدة) احتفلت بيوم الوالدين (للمرة الأولى) في الأول من يوينو العام الماضي، إلا أن نصيب الأم من الحب والبر أكبر، ولا اعتراض على ذلك فالأم

هي الأحق بصحبة وبر (ابنها) ثلاث مرات أكثر من الأب، كما جاء في الحديث الشريف للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا بالطبع لا يعني أن لا يبر (الإنسان) أباه، وفي هذا قصة سأوردها، ولكن قبل ذلك أعجبني اقتراح أن يكون (اليوم العالمي للأسرة مجتمعة)، بحيث نزيد من ترابط أفرادها، وتكون مناسبة سنوية للتذكير بفضائل (اللحمة العائلية) والجسد الواحد، والبعد عن التنافر، والتسامح مع الأقارب!.

أما (قصة الأب) وفضله وتضحيته لصغاره، فلن يرويها أي كائن أفضل من (طائر البطريق) في الفيلم المسجل والذي عرضته عدة قنوات على مدى السنوات الماضية، بحيث يظهر كيف يحفظ ذكر البطريق (البيض) فوق (قدميه) عن الثلج، ويكسوه بريش بطنه، ليقف الآلاف من (الآباء) مجتمعين لمدة (4 أشهر) متواصلة دون أن أكل أو شرب، (حتى يفقس البيض) في صورة علمية (مذهلة) لحقيقة الرعاية الأبوية، بينما الأم تذهب للمياه لتتغذى استعداداً لتربية الصغير!.

تضحية (الأب) هنا لا تصدق، فهو يخزن الحليب في (حوصلته) طوال هذه المدة ليطعمه صغيره لحظة خروجه من البيض، وعندها تأتي الأم لتستلم تربية الصغير، فيما الأب يذهب في رحلة البحث عن الطعام؟!.

إن كان العالم يحتفل اليوم (بالأم) فإنها تستحق، و (الأب) يستحق من يذكره، فما أجمل أن يكون اليوم موعداً لتذكر الوالدين والدعاء لهما (أحياءً أو أمواتا)!.

وعلى دروب الخير نلتقي.