إذا ما عرفنا أن (25 %) من الطلاب في السنة (الدراسية الثانية) بالجامعات الأوروبية إما توقفوا عن الدراسة (نهائياً)، أو غيَّروا تخصصاتهم، لعدم التحاقهم بالتخصص المطلوب، فهذا يعطي مؤشراً خطيراً على ارتفاع النسبة في الجامعات السعودية؟!
لأن الأجانب أكثر دقةً في تحديد الاتجاه قبل دخول الجامعة ومعرفة التخصص، ومع ذلك نجد أن (الرُبع تقريباً) يغيِّرون هذا المسار في لحظة ما ولأسباب متعددة!
الفرق أن من يتسرّبون من الجامعات السعودية يحلو لهم (المُقام)، ويتحولون لعاطلين، مع رحلة البحث عن (حافز) كحق مكتسب طالما أنهم (عاطلون) لا دارسة ولا عمل!
بينما المسألة في أوروبا مختلفة قليلاً، فقد استفادت بعض الغرف التجارية هناك من هذا التسرّب، وبدأت في استقطاب الطلاب للمشاركة خلال فترة التوقف في (مهن) معرضة للاندثار، عبر التدريب وتقديم مكافأة شهرية (مُجزية) فقط ليتعلّم الطالب (المهنة)، وعندها يقرّر الاستمرار في العمل بعقد وراتب أفضل من الغرفة التجارية، أو أن يعود لمقاعد الجامعة وقد (استفاد حرفة وصنعة في يده)!
السؤال: هل الخواجة (العاطل) متصالح مع نفسه ومن حوله ليقوم بهذا الدور؟! بعكس العاطل السعودي؟!
الواضح أن (العاطل المحلي) يعيش دور- الضحية- بالفعل، وكأنه لا ناقة له ولا جمل فيما حدث له، لأن الحكومة وأهله، وحتى المجتمع هم المسئولون عن (توظيفه)!
لذا يرى نفسه ضحية سوء تخطيط، وأنانية مسئول، وثقافة مجتمع، ينهزم مع أول (عثرة تواجهه)، يبحث عن (شماعة) ليقنع نفسه أولاً بصعوبة الأمر، ثم يسرّبه لمن حوله.. إلخ!
لا يمكنني زيادة (همّ العاطل) بتحميله الجزء الأكبر مما هو فيه، ولا يمكنني تحميل الحكومة عدم (التخطيط السليم) بمعرفة الفرص (الوظيفية المتاحة) وأعداد طالبي العمل المتوقّعين، وبالتالي من الصعب كذلك تحميل القطاع الخاص (المسئولية) وحده!
أعتقد أنني أنا (الغلطان) بفتح هذا الموضوع للنقاش، دون عرض حلول، إذا وزارة العمل وبياناتها وفرقها (لم تفلح) هل أفلح أنا؟!
الخوف أن بعض الوزارات (تعيش الدور) بأنها ضحية وتعاني، من أخطاء (وزارات أخرى)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.