لا أتوقع أن ينجم عن النقد اللاذع لمجلس الشورى عن استقالة ثلثي الأعضاء مثلاً، أو عن تغييرات جذرية في آلية المجلس التعيسة التي تشبه مدرسة مهجورة في قرية نائية يدرس فيها مدرس واحد كل الصفوف وكل المواد. مجلس الشورى مثل رجل هرم.
حين أتابع بعض مداخلات الجلسات في البرنامج الثلجي تحت قبة الشورى وتأتي الكاميرا على بعض أعضائه الذين أعرفهم وأعرفهن أشعر أنهم هرموا وكبروا سريعاً.
يفتقدون للياقة أفكارهم ودهشتهم المستقبلية، أنا أراهن على دهشة المستقبل، لا يمكن لإنسان أن يضيف شيئاً مذكوراً حين يفتقدها.
الخلاصة الخطيرة التي خرج بها المجلس أنه سيطرد الإعلاميين!
ستصمت منابر النقد! تارة بالحصانة، وتارة بإصمات منابر الكلام!
وكأنما لم يقرأوا توجيهات الملك بأن يرتفع سقف النقد وأن تكون هموم المواطن هي العليا!!
ماذا بعد جلسة التفقيس طيبة الذكر التي نجحت الجزيرة لتصطادها وتمنح المجتمع السعودي فرصة ذهبية ليتشفى بالأعضاء الذين يرفضون مناقشة الموضوعات ذات المساس بالناس لكنهم لا يتورعون عن مناقشة بيض الحبارى؟!
أنا أتصور أن الخلفية الموسيقية المناسبة لتلك الجلسة هي ربابة مشعن بن مجول وهو يرفع عقيرته ويغني للحبارى في ليلة من شتاءات نجد الساحرة وليحفظ الله قبة الشورى ومن تحتها.