في إحدى القنوات التي يُفترض أنها (محايدة) في موقفها من الشعر الشعبي خصوصاً أنها - ليست متخصصة فيه - وبالتالي القائمون عليها كذلك، إلا أن المؤسف أن (الضيف والمستضيف) في أحد برامجها كما يقولون (طابخينها وجت على روسهم)، بمعنى أن الضيف أخذ يهرف بما لا يعرف حتى أوقع نفسه في حرج من حيث لا يدري، بمباركة صمت المذيع (اللي جايزٍ له وورّط نفسه وورّط ضيفه معه)، حين قفز الضيف دون أن يعي إلى حيّز الشخصنة، مجانبا للصواب والموضوعية فيما يخص الشعر الشعبي، وبالتالي مجانبة المنطق في تنظيره وتصنيفه فأخذ - يلتّ ويعجن - وكما يقولون (اللي ما يعرف للصقر يشويه)، وتطاول على أسماء لها مكانتها الاجتماعية والتاريخية، حيث فسّر قصائدهم بشكل يدعو للشفقة على جهله وإن سبق اسمه لقب دكتور..! فالجانب الأكاديمي شيء والثقافة شيء آخر وليس بالضرورة أن كل متعلم مثقف.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يعتقد البعض، إلى درجة الوهم، أن الشعر الشعبي - جدار قصيّر - يتسوره كل أحد، وكأن لسان حاله بيت شعر شعبي قديم:
اللي يتيه الليل يرجي النهارا
واللي يتيه القايله من يقدِّيه..؟!
لذا فالأحرى الحيطة والحذر وليس الندم بعد فوات الأوان والاعتذارات الواهية على الصفحات في - تويتر - إلى درجة التخضّع والخنوع بعد ان وقع الفأس بالرأس.
وقفة: للشاعر الكبير بدر الحويفي:
لا شفت لك مغرور يضحك على الناس
تراه ما يسوى المغفّل لباسه
لا تمنعه شيمه ولا يمنعه باس
بعض العقول يصير فيها التماسه
يرى بنفسه مثل عنتر وجسّاس
وعند المره ما يقطع السيف راسه..!
ولو الرجوله وزنها قدر وقياس
ما زاد عن مثقال ذرّه مقاسه