منذ سنوات طويلة والكثير من السعوديين الذين يسافرون للبحرين عبر جسر الملك فهد يعانون الكثير من جراء تكدس المئات بل الآلاف من السيارات انتظاراً لإنهاء إجراءات جوازات سفرهم في الجانب السعودي (وليس البحريني), ومنذ سنوات ونحن نطالب كافة الجهات ذات العلاقة بالتدخل ومعالجة الأمر, خاصة وأن تكرار مثل هذا المشهد غير الحضاري إنما يمثل إساءه لسمعة المملكة.
قبل عدة أيام, قامت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بإصدار بيان, كما أجرت الهيئة أيضاً استطلاع للمسافرين عبر الجسر, وأوضح هذا الاستطلاع استياء المسافرين من الأوقات الطويلة والتي تمتد لعدة ساعات انتظاراً أمام بوابات الجسر في الجانب السعودي, وعلى الأخص أمام مكاتب الجوازات السعودية.
كما اتضح من استطلاع هيئة مكافحة الفساد أن أعداد قليلة جداً من موظفي الجوازات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة هي التي تعمل في الكبائن المخصصه لموظفي الجوازات والتي تبلغ عشرون كبينة تقريباً, كما أوضح بيان الهيئة أن الموظفين القليلين الذين يعملون في الكبائن الكثيرة المخصصه للجوازات لا ينتظمون أيضاً في تواجدهم في الكبائن خلال أوقات العمل, مما يتسبب في تعطل الآلاف من المسافرين عبر الجسر من جراء ذلك.
وإزاء تلك الممارسات اللامسؤله والتي تحدث في كبائن الجوازات عبر جسر الملك فهد بين المملكة والبحرين, أود أن أطرح عدد من التساؤلات:
1-ما الفائدة من زيادة عدد الكبائن المخصصه للجوازات على جسر الملك فهد والتي تمت قبل سنوات قليلة, طالما أن إدارة جوازات الجسر لم تؤمن العدد الكافي من موظفي الجوازات.
2-لماذا نرى الازدحام والتكدس والانتظار الطويل أمام مكاتب الجوازات السعودية على الجسر, في حين أننا لا نشهد مثل تلك الازدحامات أمام مكاتب الجوازات البحرينية في الاتجاهين على الجسر.
3-إلى متى سنسمح لبعض الأجهزة الحكومية التنفيذية وموظفيها بالمساس بسمعة الوطن, وبالإساءة للمواطنين دون المحاسبة ومعاقبة كل من تسبب في ذلك. أن من ينظر إلى ذلك المشهد غير الحضاري الذي يتكرر في عطلة نهاية كل أسبوع وفي الاجازات والمتمثل في تكدس الآلاف من السيارات لساعات طويلة انتظاراً لختم موظف الجوازات لا يمكن أن يسكت على ذلك, فكم من المصالح للمواطنين تتعطل, وكم من الإساءات تمس بسمعة الوطن بسبب ذلك.
4-إذا كانت إدارة جوزات جسر الملك فهد عاجزه عن معالجة الموضوع على امتداد سنوات طويلة, فهل يعقل أن تقف المديرية العامة للجوازات صامته ومكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث من المكاتب التابعة لها من إساءة للوطن وإضرار للمواطنين. لا نريد أن نرفع الأمر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية لجسامة مسؤوليات سموه, ولكننا نضع الأمر أمام سعادة اللواء سليمان اليحيى والذي صدر توجيه سمو وزير الداخلية مؤخراً بتعيينه مديراً عاماً للجوازات. نريد من سعادة اللواء أن يقوم بنفسه أو يكلف من يرى للقيام بجولات مستمرة ومفاجئة على تلك المكاتب ليرى بنفسه كم من الإساءات التي ترتكب بحق الوطن والمواطنين من قبل منسوبي مكاتب الجوازات على الجسر.
باختصار, نريد من سعادته وخلال أسابيع أن يحدث نقله نوعيه يلمسها الجميع في مكاتب الجوازات على جسر الملك فهد, وما لم يتم ذلك, فإننا سنلجأ لسمو الأمير محمد بن نايف ووضع الأمر أمام أنظار سموه للتوجيه بما يراه مناسباً لحفظ حق الوطن والمواطن.