دشنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأسبوع الماضي مركز دراسات سوق العمل, ومن الفعاليات المصاحبة لهذا التدشين عقد حلقة نقاش بعنوان (مركز دراسات سوق العمل: استشراق المستقبل) دعت إليها الجامعة عدداً من المسؤولين والمختصين بشؤون سوق العمل حيث طُرحت فيه الكثير من الأفكار المتميزة لمستقبل سوق العمل, والأدوار التي يمكن أن يؤديها «مركز دراسات سوق العمل» في هذا الخصوص, وبهذه المناسبة أود طرح بعض الرؤى, ومنها:
- أن احتضان جامعة الإمام لهذا المركز يعكس التجاوب الذي قامت به الجامعة وغيرها من مؤسسات التعليم الجامعي لتوجهات مجلس التعليم العالي والذي يرأسه خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق بتفعيل المواءمة بين الجامعات وسوق العمل, ومن الأهمية التأكيد هنا على أن جامعة الإمام قد حافظت على هويتها ورسالتها الشرعية, وفي نفس الوقت لبت نداء الوطن بافتتاح الكليات الطبية والتطبيقية والعلوم الأساسية التي يحتاج سوق العمل لمخرجاتها, كما أبدعت جامعة الإمام وبتوجيه من معالي مديرها الدكتور سليمان أباالخيل في تقديم تلك العلوم الطبية والتطبيقية بغطاء شرعي, وأجدها فرصة لتقديم كلمة شكر لمعاليه ولجميع الرجال المخلصين الذين يقدمون للوطن مثل تلك المبادرات النوعية.
-بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس التعليم العالي, ارتفع عدد الجامعات الحكومية من سبع إلى خمس وعشرين جامعة, بالإضافة لعشر جامعات أهلية وعدد كبير من الكليات الأهلية, وقد وجه المجلس أن تكون التخصصات في تلك الجامعات متوائمة مع الاحتياجات التنموية للمملكة, كما وجه المجلس بإعادة هيكلة الكليات والأقسام, وكذلك إعادة صياغة الخطط الدراسية في الجامعات السبع الأولى بما يحقق توجهات مجلس التعليم العالي في تحقيق المواءمة مع احتياجات سوق العمل, إضافة إلى موافقة خادم الحرمين الشريفين على برنامج الابتعاث الخارجي, حيث تم ابتعاث ما يزيد على مائتي ألف طالب وطالبة, بعضهم عادوا والبعض الآخر في الطريق, وجميعهم يدرسون تخصصات يحتاجها سوق العمل.
كل تلك التوجهات لمجلس التعليم العالي, والتي وجه بها رئيس المجلس خادم الحرمين الشريفين إنما جاءت انطلاقاً من حقيقة مفادها أن 40 % من عدد سكان المملكة هم أقل من 15 سنة, مما يعني الدور الاستراتيجي الهام الذي يفترض أن تقوم به مؤسسات التعليم الجامعي في إعداد المخرجات المناسبة القادرة على المنافسة والحصول على فرص العمل.
- من الأهمية أن يتم توفير أسس النجاح لمعهد دراسات سوق العمل بجامعة الإمام, ومن المناسب أن يكون المعهد بمثابة الذراع الاستشاري لكافة الأجهزة الحكومية والخاصة كالمجلس الاقتصادي ووزارة العمل ومجلس الغرف في كل ما تتطلبه تلك الأجهزة من استشارات أو دراسات تتعلق بسوق العمل.