يفاجأ المرء عندما يجد شروطاً تربوية لا تتفق بحال من الأحوال مع المستوى الذي تعنى به الجهة أو المفترض أن يلتزم به طلاب و طالبات، ومصدر المفاجأة أن هذه الشروط تحتوي على مفردات بعيدة كل البعد عن الواقع، بل هي تفتح الأذهان إلى أمور قد لا يعيها الطالب الموجهة إليه ومثل هذه الحالة قد تربك الطالب نفسه، وقد تربك أسرته أيضاً لأن المقصود منها غير واضح، كما أن صياغتها لا تنم عن إدراك واقعي لمستوى من توجه إليهم، فإن تكن من شروط الالتزام بالعقد السلوكي.
“الاعتزاز بالإسلام والبعد عن المذاهب الهدامة” (الصف الأول المتوسط إلى الصف الثالث المتوسط) فمثل هذا الكلام عندما يوجه إلى طالبة في الصف الأول المتوسط، لا تعرف مفهوم المبادئ الهدامة أصلاً، وهي لا تعرف في حقيقة الأمر إلا مبادئ الإسلام كما تتلقاها من المدرسة و المنزل، وهي في جملتها مبادئ صحيحة مشرقة لا علاقة لها بمذاهب هدامة أو غيرها، بل لعل أسرتها بأكملها لا يعرفون مفهوم المذاهب الهدامة.
ثم أن يكون من ضمن العقد السلوكي:
“عدم إثارة الرعب بين الطالبات” فهذه نقطة عجيبة لأن من المتوقع في المدارس بشكل عام أن لا يكون هناك من يثير الرعب خاصة في مثل هذا السن. ثم ما هو مفهوم الرعب هنا؟؟
كما أن القواعد الخاصة بالسلوك و المواظبة التي احتوت على جملة من المخالفات و على درجات أكبرها مخالفات الدرجة السادسة التي لا يمكن بحال من الأحوال أن توجه إلى طالبات الصف الأول المتوسط و منها:
1- اعتناق مذاهب هدامة.
2- ترويج مخدرات و تعاطيها.
3- ممارسات جنسية محرمة.
4- القيادة إلى أفعال الرذيلة.
5- الخروج من المدرسة للذهاب مع الجنس الآخر.
هل هذا الكلام يمكن أن تعيه طالبة في الأول المتوسط، و هل يبلغ بنا الأمر أن نكون على هذه الدرجة من عدم الثقة ببناتنا بحيث نفترض أنهن سيقعن في مخالفات من مثل هذا النوع.
إن هذا العقد السلوكي الذي تطلب وزارة التربية و التعليم الموافقة عليه من الطالبة وعلم ولي الأمر بالمخالفات السلوكية، غير واقعي و لا يمت بأي صلة إلى التربية الصحيحة و السليمة عندما توجه إلى طالبات صغيرات في السن لا يعرفن شيئاً في الأصل عن مذاهب هدامة و لا عن ممارسات جنسية، ولا عن مخدرات، ولا خروج مع الجنس الآخر ولا قيادة للرذيلة.
وإن مثل هذا العقد الذي تطلب وزارة التربية والتعليم التقيد به يعد بشكل عام صياغة و استخداماً و توزيعاً على الطالبات هو أمر لائق.
وإذا كان هذا العقد الموجه إلى طالبات الصف الأول المتوسط إلى طالبات الصف الثالث المتوسط بكل ما فيه من عدم واقعية وبعد عن النهج التربوي السليم، فكيف يكون ما هو موجه إلى طالبات المرحلة الثانوية!!!
العقد السلوكي الموزع على طالباتنا وبناتنا في المدارس يحتاج إلى إعادة نظر من لجنة تربوية شرعية اجتماعية، فهل مر هذا العقد على مثل هذه اللجنة؟؟
أكرر أن العقد السلوكي الموزع على الطالبات بصياغته و مضمونه صدمة، و غير مقبول لأنه فيه كثير من التجاوز وكثير من الاتهام، وكثير من خدش الحياء لطالبات يعتبرن في سن الطفولة.