كان ختام حج هذا العام ختاماً جميلاً فكل من عرفت ومما قرأت أجد ثناءً مما وقع فيه من تنظيم وضبط وتيسير في التنقل وأداء الشعائر، ولعل العامل الأول في هذا النجاح هو القرار بتخفيض أعداد الحجاج من الداخل والخارج، والصرامة في التعامل مع هذا القرار الذي نتج عنه منع أعداد كبيرة من المخالفين الذين يحجون كل عام تسللاً وبطرق غير نظامية، غير مدركين أن مخالفتهم للأنظمة تعد إثماً لأن من وضع النظام يدرك الأسباب التي من أجلها وضع.
وثاني عوامل هذا النجاح: هو أن الجهود الأمنية والصحية والإدارية بشكل عام تضافرت على نحو واضح في الربط بين كل ما يسهم في توفير الراحة للحجاج وإعانتهم على أداء المناسك في ارتياح.
ثالثاً: أن الحج جاء متوافقاً مع اعتدال الجو مما أسهم في درء أخطار الأمراض التي كانت تواكب قدوم الحج في أشهر الصيف الحارة. ومن المهم أن يستفاد من تجربة هذا العام بالتخطيط للعام المقبل والتركيز على منع الاختناقات والازدحام بالتشديد على عدم إتاحة الحج لغير المرخص لهم والإكثار من أجل ذلك من الإعلان عن خطأ من يخالف.
إن حج هذا العام قد يكون بداية منظمة وفاعلة في إدارة حشود الحجيج على نحو فاعل ومنظم مبني على خطط مدروسة مبنية على التجارب السابقة.
وفي الختام:
إن سهولة حج هذا العام قد تدفع الكثيرين في العام المقبل إلى الحج للاستفادة من تجربة هذا العام التي تناقلتها وسائل الإعلام والأفراد الذين يسر الله لهم الحج في هذا العام.