رطبت الأمطار التي هطلت على الرياض خلال اليومين الماضيين النفوس وأنعشت الأرواح بعد جفاف طويل وكانت متعتها كبيرة ومنشطة وباعثة للبهجة، وكانت رائحة المطر المميزة مفعمة بعطر الطبيعة الجميل.
كانت الرياض تنتظر هذا المطر بشغف ليجلي صدأ الأرض ويحرك باطنها حتى تندفع النباتات والأزهار البرية إلى السطح لتكون الروضات وهو ما اشتقت المدينة اسمها منه.
إذا كان الكلام السابق ينم عن روح رومانسية فقد شهدت الرياض أثناء المطر منغصات كثيرة فجعلت الواقع المعيش ينقلب على الرؤى الحالمة ويجعل الواقع هو المؤثّر، فمن انسداد الأنفاق بالمياه إلى مسطحات وبرك داخل الأحياء ومن انسياب المياه على صفحة الأسفلت مشكلة خطورة على المرور ومسببة ازدحاماً خانقاً كان الواقع مريراً قلب البهجة وأنسى الناس متعة المطر.
إلى متى تظل المدن السعودية في حاجة إلى صرف متقن لمياه الأمطار؟
وإلى متى يظل الناس في انتظار المشاريع الفاعلة في هذا المجال؟
وإلى متى نظل نعاني مع كل قطرة مطر؟
وإلى متى نظل نقارن الرياض أو أي مدينة سعودية بأي مدينة في العالم تشهد أمطاراً تمتد إلى أشهر ولا تقع فيها مثل هذه المشكلات؟
إننا نحتاج إلى النية الصادقة وإلى الحماس والإخلاص في تحقيق المشاريع التي تمس الإنسان.