أسعدت الحملة التصحيحية لأوضاع العمالة في المملكة قلوب الناس، وأوضحت أن العمل عندما يؤخذ على نحو جاد وقوي يثمر نتائج إيجابية ويؤدي إلى تحقيق أهداف كبيرة، وأظهرت الحملة أنه كانت هناك مخالفات كثيرة جداً، وأن التستر على العمالة المخالفة كان شائعاً بل لعله كان مقصوداً من أجل الحصول على المال دون عناء أو مشقة حتى وإن كان بمخالفة الأنظمة وكسر القوانين وبينت هذه الحملة أن هناك شركات تجارية كبيرة لم تتورع عن استخدام هذه العمالة والدليل اختفاء العمالة الخاصة بالنظافة من المدارس والمساجد وأمانات المدن والبلديات وهو أمر غريب يستدعي التحقق من أسبابه خاصة عندما تكون المخالفة من جهة حكومية.
كما أن هذه الحملة بينت أن بالإمكان تحقيق كثير من الإصلاحات من خلال التصميم والإرادة القوية مهما كانت العقبات والمعوقات.
وأوضحت أيضاً هذه الحملة أن هناك من العمالة من كان يستعد لمثل هذا اليوم بالمقاومة العنيفة التي قد تصل إلى حد استخدام السلاح ومواجهة قوى الأمن كما حدث في منفوحة.
إن هذا الموضوع يدفع بنا إلى ضرورة إعادة النظر في كل جوانب استخدام العمالة في المملكة بدءاً من التأشيرات ومروراً بالمهنية المتقنة للعمالة وانتهاءً بضبط وجودها وجعلها تحت الرقابة الصارمة من وزارة العمل ومن الجهات الأمنية بحيث لا يكون هناك مجال للهروب والاختباء لمجرد عدم القناعة بالعمل.
إن نجاح هذه الحملة يدفع إلى المطالبة بقيام وزارة الداخلية نفسها التي قادت هذه الحملة إلى تسخير جهدها في المرحلة القادمة لضبط الشارع مرورياً على الطريقة نفسها وباستخدام الحزم والشدة كما جرى في إنهاء مشكلة العمالة غير النظامية أو المخالفة.