في كلِّ دول العالم هناك أسعار خاصة للطلبة، وتخفيضات على المنتجات والمحلات والملابس والمطاعم والمقاهي وتذاكر الطائرات والباصـــات والقطارات، ولن أبعد كثيرًا وأستشهد بدول الغرب وألاقي التهمة إيّاها «أنتِ تغريبية»، بل سأستشهد بدولة قريبة هي البحرين، التي تضع معظم الأماكن أسعار مخفضة خاصة بالطلبة، حتى في المجمعات التجارية بعض محلات الملابس بمجرّد إبراز بطاقتك الطلابية تحصل فورًا على خصم لا يقل عن 20%.. ولدينا الجهة الوحيدة التي وفّرت للطلبة تخفيضات هي الخطوط السعودية، وقبل عدة أشهر أصدرت تصريحًا بإلغاء هذا التخفيض، وللأسف لم نسمع ولم نرَ أي احتجاجات عن هذا القرار التعسفي غير المدروس!
الطالب ليس لديه مصدر دخل، ويعيش على ميزانية محدودة ومصروف بسيط، لذا يتم احترام عدم وجود مصادر دخل له فيحظى بتخفيضات في معظم الأماكن، لمساعدته في الحصول على احتياجاته بمبالغ معقولة.. لن أطالب هنا مجلس الشورى بالتدخل، فما من موضوع نوقش تحت قبة الشورى إلاّ ويحبسه حابس، ولا يخرج بأنظمة إلاّ ما ندر، لذا أعوّل على وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي بتبنّي هذه القضية الهامة التي لم يلتفت لها أحد، ومخاطبة كافة الجهات المعنية لإيجاد تخفيضات خاصة بالطلبة، ومخاطبة الخطوط السعودية والاحتجاج على إلغاء خاصية تخفيض التذاكر، بل ومطالبتهم بتغيير آلية هذا التخفيض، حيث إنّ كثيرًا من الطلبة لم يستفيدوا منه بسبب تعقيد آلية الحصول عليه، وأن يكون إلزاميًا بقرارات تشريعية عليا تجعل من هذا التخفيض واجباً لا منّة فيه، خصوصًا في مؤسسات الطيران والنقل بشكل عام، فمثلاً أجرة الليموزين يتم خصم نسبة معينة منها للطالب فورًا على أن يقدم البطاقة الطلابية للسائق، وصورة عنها ليحتفظ بها هذا السائق عند تسوية الحقوق المادية مع كفيله.. كثيرة هي الآليات التي من خلالها يمكن إيجاد سبل الحصول على هذا التخفيض، ودعم التجار ورجال الأعمال وإدارات المسؤولية الاجتماعية على تفعيل هذا التخفيض الطلابي في أماكن كثيرة، ودعم من يقدم هذه التخفيضات بالإعلانات والتحفيز في وسائل الإعلام.
الطالب لدينا لا يحصل على أي امتيازات، ولا على أي نوع من أنواع المعاملة الخاصة والتي هي حق من حقوقه، فهو يدفع فاتورة هاتف، أو كهرباء أو ماء - إنْ كان مغتربًا - مثله مثل صاحب الدخل العالي، فهذه المؤسسات من المفترض أن تراعي الطلبة، كذلك الاتصالات يجب أن تضع أسعارًا خاصة لهم تتناسب مع دخلهم المحدود، أيضًا المكتبات من الجهات الأولى المعنية بضرورة وضع أسعار خاصة بالطلبة على جميع المنتجات بما فيها أجهزة الكمبيوتر والآي باد والأجهزة والبرامج الملحقة بها.
الطالب يجب أن يشعر بتميُّزه عن غيره.. يجب أن يشعر بتعاطف كافة مؤسسات المجتمع مع دخله المحدود، هذا عدا كونه مساعدة وخدمة له، فهو نوع من أشكال التقارب الاجتماعي وبث روح الجسد الواحد داخل الكيان المجتمعي الذي نحن بأمسّ الحاجة إليه.
بالمناسبة، كلامي هنا عن الطلبة بجنسيهم، فأرجو أن لا يُفهم أنّ المقصود منه الطالب دون الطالبة .. دمتم بنجاح.