عرفت الجزيرة العربيَّة سكة الحديد منذ العهد العثماني عندما شيّد خطّ يربط المدينة المنورة باستانبول عن طريق بلاد الشام، وأدى ذلك الخط الحديدي إلى تيسير المواصلات للناس في تلك الفترة، وتوقف هذا الخط الحديدي في فترة الحرب العالميَّة الأولى وما بعدها، ثمَّ انتهى أمره وبقيت أطلاله شاهده على دوره في مناطق داخل المملكة مثل المدينة والعلا وتبوك.
في عام 1951م افتتح الملك عبد العزيز خطًّا حديديًّا بين المنطقة الشرقية والرياض وكان عملاً واعيًا من الملك عبد العزيز إِذْ إنّه سهل وسيلة الانتقال في منطقة صحراوية وفي ظلِّ قلّة سيَّارات النقل وضعف البنية التحتية ممثلة في الطرق المرصوفة ولازال هذا الخط الحديدي يُؤدِّي دورًا مميزًا وشهد مع الوقت تطوَّرًا واضحًا.
وتُعدُّ النقلة الكبرى في هذا المجال في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث خطط لإقامة خط حديدي تجاري بداية من أقصى شمال المملكة حيث مناجم الفوسفات والخليج العربي وقد دخل هذا الخط الحديدي مجال الخدمة وسيمتد هذا الخط لنقل المسافرين من أقصى شمال الرياض مرورًا بحائل والقصيم.
ثم هناك خط الحرمين الشريفين الذي يمتد من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة وحسب المخطط له سيكون التشغيل التجريبي له في عام 2014م ويخدم هذا الخط المدينة المنورة وبلدات أخرى حتَّى جدة، ثمَّ مكة المكرمة. وهناك بالطبع خط مترو المشاعر الذي يسير داخل المشاعر المقدسة، وهناك شبكة مترو الرياض التي تُؤدِّي نقلة نوعية في المواصلات وتزيل عن كواهلنا مشكلة الازدحام والسير، والمؤمل حسب ما قرأنا أن يمتد العمل بالخطوط الحديدية ليربط الطائف والرياض وأن يكون هناك إعادة للخط الحديدي الحجازي سيمتد من المدينة المنورة حتَّى الحدود الأردنية، والتخطيط لشبكة نحو الجنوب إما عبر الساحل أو عبر المنطقة الصحراوية.
ولا شكَّ أن القفزة الكبرى التي حصلت في عهد خادم الحرمين الشريفين في مشروعات الخطوط الحديدية ستنعكس مستقبلاً على الحياة الاجتماعيَّة في المناطق التي تمر فيها وستسهل عملية التبادل التجاري والزراعي بين المناطق وتخفف من الأعباء على استخدامات الطيران والطرق البريَّة.
إنها مشروعات كبيرة تحتاج إليها المملكة لمساحتها المترامية الأطراف ومن هنا فإنَّ الإسراع في إنجازها مطلب ملح وعاجل.