يبدو أن منح الشباب السعوديين (إجازة يومين) في القطاع الخاص لم يعجب رئيس الغرفة التجارية بجدة، ليطالب الشركات التي تعلن عن هذه الميزة بالتوقف عن ذلك فوراً، حتى لا يتعلم شبابنا الكسل (حسب قوله)؟!.
الرجل يرى أن منح الشباب (إجازة يومين) نهاية كل أسبوع، هو تشويش على أفكارهم، مما يتسبب في التهاون وقصور الأداء، مؤكداً أن الإسلام حث على العمل وعدم التكاسل، قائلاً: (أن هناك شباباً طموحاً لديه الاستطاعة على العمل طوال الأسبوع دون توقف) ويا ليتنا نعود لكل ما حث عليه (الإسلام) ونطبقه، كان أمورنا بخير!.
أنا أخالف رأي رئيس الغرفة التجارية بجدة (مع احترامي لخبرته)، لأنه نظر للمسألة من منظار (تجاري بحت)، وبما يخدم مصلحة رب العمل أو الشركة فقط، دون النظر إلى حق الموظف أو العامل، وطبيعة المجتمع السعودي الذي ينتمي له هذا الشاب وحاجياته، خصوصاً وأننا في حاجة لتشجيع الشباب للانخراط في وظائف القطاع الخاص، لتغيير الصورة النمطية الخاطئة التي (يكرسها) هذا المفهوم بعدم وجود إجازة نهاية الأسبوع مثل (بقية خلق الله) في البلد!.
من حق شبابنا العمل في القطاع الخاص، برواتب مرضية، وتأمين طبي، وبدل سكن، وبدل نقل، والاستمتاع بإجازة (يومين) كما هو مبين في عقود العمل، ومن حق الشركات التي تحتاج للعمل في أيام الإجازات (توظيف) مزيد من الشباب، أو التنسيق في تدوير (أيام الإجازة) بينهم بشكل مرضٍ ومنتظم، يحقق معه الاستقرار الوظيفي والاجتماعي للشاب، ليمارس حياته بشكل طبيعي، ويشعر أنه موظف له حقوق وعليه واجبات تحكمها (قوانين وأنظمة)، وليس مستخدماً تحت رحمة (مزاج) صاحب المنشأة!.
ألف شكر لكل شركة أو مؤسسة (وطنية) نصت على منح الشاب السعودي (إجازة يومين) كحق طبيعي، ليصل أرحامه، وينهي شئون أسرته، ويتسلم أجراً خاصاً في حال عمل خلالهما (برضاه)!.
بعض (رجال الأعمال) لا يفرقون بين شباب الوطن، وبين المكائن والآليات التي يستوردنها من الخارج والتي تعمل دون توقف؟!.. متناسين أن هؤلاء الشباب مواطنون مثلهم تماماً، يعني (سيم سيم) لهم عمّات وخالات وأهل ينتظرون إجازتهم بفارغ الصبر!.
وعلى دروب الخير نلتقي.