معظم الرجال مهما اختلفت أعمالهم ومهامهم ومسؤولياتهم، يفضلون استعراض بطولاتهم اليومية في العمل، وأهم المواقف التي تدل على نجاحهم وأهمية وجودهم في الحياة (كنعمة للبشرية)، أمام زوجاتهم مع نهاية كل يوم!
من الصعب أن يعترف أكثر الرجال بأنهم فعلاً (يشخطون ويسخطون) على خلق الله في النهار، من أجل استعراض هذه البطولات الخارقة قبل النوم، من وجهة نظري هذا أمر (سقيم وممل) مع تكراره بشكل يومي، وكان الله في عون الزوجات!
المصيبة ماذا لو كانت المرأة هي الأكثر (نجاحاً وشخطاً وأهمية) في الحياة من زوجها؟!
الحمد لله أنني في المنظور القريب لا أتوقع أن تحتل (زوجتي العزيزة) مرتبة (وزير) قبل أن أشغلها أنا، أو حتى تكون مسؤولة أو عضوة في أحد المجالس البلدية، وإلا لشعرت بالغيرة، لأن الرجل بحسب الدراسات (الغربية) قبل المشاعر (العربية)، يشعر بالفشل من نجاح زوجته وأهميتها في الحياة أكثر منه، حتى لو لم يعترف بذلك!
هذه النظرية السرية يُعتقد أن أغلب الرجال يحملها في داخله حتى لو لم يسرها أو يظهرها، ومن يدري فقد يكتشف العلماء غداَ (هرموناً رجولياً) يتحمل مسؤولية (غيرة الرجل) من نجاح زوجته!
كل المجتمعات (تقريباً) باختلاف ثقافتها، تعطي الحق والقوة للرجل حتى لو ادعت المساواة بين الجنسين في العمل والحقوق والواجبات، بدليل أن الزوج لا يقبل بتفوق زوجته ونجاحها بعيداً عنه، المرأة قد تكسب المال وتبني منزلاً وتشتري سيارة ويكون لديها استثمارات بنكية، ولكنها في نهاية المطاف تقدم كل ما سبق للرجل وبصور مختلفة، والمفارقة التي لا يعرفها الكثيرون أننا (كمسلمين) الأكثر إنصافاً لأن المرأة (ترث زوجها) بعد وفاته، بطريقة نظامية وشرعية محددة!
دعونا نعرج في النهاية على دراسة أمريكية قامت بها بعض النساء في جامعة فلوريدا تعزز ما ذكرناه سابقاً بخصوص الرجل الغربي قبل الشرقي، الدراسة تقول إن احترام الرجل لنفسه (قلّ) عندما نجحت زوجته، وهذا يعزز مفهوم وثقافة أن الرجل يتم تربيته منذ الصغر على النجاح والتفوق!
الرجل العربي (معذور) لأنه كبر وهم يقولون له (خلك رجال) لازم تتفوق على أختك البنت، لكن كيف يمكن فهم (غيرة) الرجل الغربي الذي تكسرت مبادئه ونظرياته مع أول تفوق لزوجته؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.