كيف يخطط السعودي عند سفره (للخارج)؟ أين يذهب؟ ماذا يلبس؟ أين يأكل؟ أين يتسوق؟.
سنتعرف على (غرائب) رحلات سياحنا، ولكن في البداية لا يمكن تجاوز حادثة الأسبوع، بنسيان الفنان الكوميدي (ناصر القصبي) لملابسه الداخلية أثناء رحلته إلى بيروت، وإشعال تويتر بما بات يعرف لاحقاً (بأزمة السروال)، دون التذكير بأنها نسخة محدثة من طرفة (أبو زيد) الشعبية، التي ذكرناها هنا قبل شهرين!.
عندما نسي أبو زيد أن يلبس (السروال) وتركه معلقاً لأنه لم يتعود على ذلك، رغم شرائه لـ3 سراويل أخرى، وبدأ (يتهزّع) مع أهل السامري ليلاً ويرفع ثوبه ليريهم (السروال الجديد)، بينما هم يتساءلون ويغنون (وش ذا يا أبو زيد)؟! وهو يرد بأصبعيه مع قرع الطبول والرقص (واثنين في الشنطة)، أي لدي سروالين آخرين في (شنطة الملابس) أيضاَ، في وقت لا يلبس فيه (الملابس الداخلية) إلا من يملك المال؟!.
نعود لحالنا في السياحة الخارجية الذي أتمنى أن يكون أفضل من حال (صاحبي السروال)، فمن العجائب أن السعوديين يفضلون دائماً تكرار نفس الأماكن التي زاروها في (رحلتهم السابقة) وتعودوا عليها، وعدم تجربة أي مكان آخر جديد، وهذا أمر يدعو للتساؤل؟!.
فقد يكون للرضاء الذي شعروا به سابقاً دور، وقد يكون للذكريات التي عاشوها في هذه الأماكن دور أيضاً، أو قد يكون الخوف من تجربة مكان آخر وبأسعار أخرى هو السبب، لذلك يفضلون أن تكون رحلاتهم لنفس الدول، يجلسون في نفس المطاعم والمقاهي، بل في نفس الكراسي والزوايا، يتسوقون من نفس المولات، الوجوه تتكرر في كل يوم؟!.
هناك أمر (نفسي آخر) وهو شعورهم بأنهم مُقدرون من بعض العاملين الذين خدموهم المرة السابقة، ودفعوا لهم (بقشيشاً) فبمجرد دخولهم للمكان يحظون بترحيب واهتمام خاص على وزن (أهلاً أبو محمد كيف معاليك اليوم)؟!.
بينما آخرون غيرهم لازالوا يتبادلون المجاملات، العامل يقول طلبات (الباشا إيه)؟! في وقت يصرخ فيه زبون آخر لينادي (عامل آخر) بأعلى صوته (يا باشا لو سمحت)؟!.
حتى أنك تشعر أن البشوات في هذا المكان نسوا ارتداء (الطرابيش) على طريقة القصبي وأبو زيد !.
وعلى دروب الخير نلتقي.