هذا الحي التاريخي الصامد في وجه النسيان منذ آلاف السنين، بلدة الشاعر العربي الكبير (الأعشى) يقفز اليوم إلى واجهة الأحداث كمؤشر على مدى قدرة وجدية السعوديين في توديع العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل!.
المخالفون في كل مكان من بلادي ينظرون إلى ما يجري في منفوحة بجدية وترقب؟! يرصدونه ليعيدوا حساباتهم وفق خطوات عملية هذه المرة، تبين جدية الجهات المعنية في ضبط المخالفين، وتطبيق النظام بعد انتهاء مهلة تصحيحية (ممددة) لمرة واحدة، أعطت الفرصة لمن أراد مغادرة البلاد بشكل محترم ولائق، أو تصحيح وضعه بشكل نظامي وقانوني، لأن البقاء في السعودية لم يعد يقبل (القسمة على اثنين)، فرب العمل والعامل يجب أن يكونا نظاميين في كل ما يخص الكفالة والمسمى الوظيفي حفاظاً على حقوق الطرفين، وحفظ حق المجتمع الذي يتعامل معهما!.
للأسف هناك من تسرع في نقل بعض الصور والروابط طمعاً في متابعة الحدث (كمادة إعلامية مغرية)، وهناك من الصحف الإلكترونية من حققت ملايين المشاهدات (لأخبارها ومقاطعها) بفضل النقل السريع، لكن يجب أن لا تكون الصورة التي تخرج من (منفوحة) واحدة، بمعنى عمليات الضبط فقط، لأن هناك من يتربص بهذه الجهود من بعض القنوات الفضائية الرخيصة، وبعض الصحف الصفراء، التي تحاول نقل ما ينشر ويبث من المواطنين والصحف لتشويه صورة المملكة والمواطن السعودي عبر نقل (ناقص ومحرف) لما يجري عبر مقاطع الفيديو التي تصور وتنتشر بشكل سريع من قلب الحدث، وكأننا معتدين في بلدنا، أو نتعامل بقسوة مع (العمالة المخالفة)؟!.
وهذا تشويه واضح، وأمر مخالف للحقيقة، فالتكسير والشغب والتخريب والاعتداء على الأرواح والممتلكات يعطي دلالة على عنف بعض هؤلاء المخالفين، والمقيمين في البلاد بطريقة (غير مشروعة)، وبشكل غير نظامي وأنهم لا يهدفون للعمل، بل يشكلون عصابات للجريمة والتسول وبؤرة للفساد، وهو ما تحاول كل الدول محاربته، عبر طرد المقيمين على أراضيها بطريقة غير شرعية، لأنهم يشكلون خطراً أمنياً واقتصادياً واجتماعياً كما يحدث في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها؟!.
لم يعد لنا من خيار آخر، فالأمر لا يحتمل التساهل أو التراخي مع (العمالة المخالفة) في هذا الحي التي استوطنت شوارعه وبناياته، الكل ينظر إلى منفوحة باعتبارها (مفترق طرق) والصفحة الأهم في هذا الملف الآن!.
وعلى دروب الخير نلتقي.