نجاح الحج.. وهؤلاء!

يصعب على المرء تقدير حجم الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، فالاستعدادات لهذه الشعيرة العظيمة تسير على قدم وساق طوال العام، ومع أن مواسم الحج الماضية كانت ناجحة بكل المقاييس، إلا أن هناك إجماعا على أن حج هذا العام كان مختلفا من حيث السلاسة، والسهولة، واليسر، وربما يعود ذلك إلى التسهيلات التي تمت، ويأتي على رأسها الجسور التي تم إنشاؤها لرمي الجمرات، وقد كان لافتا حجم الشهادات التي أدلى بها حجاج بيت الله الحرام، حتى أن بعضهم لم يكن يتصور، حتى في أحلامه، أن يقضي نسكه بكل هذا اليسر، ومع كل ذلك فإن هناك من بحث، واستقصى بحثا عن زلة، أو خطأ فردي ليتسنى القدح، أو إن شيت الدقة تشويه صورة الخدمات التي يتم تقديمها لضيوف الله في هذا الركن الهام من أركان الإسلام.

إنني هنا أتحدث عن الحركيين، أو جماعة تسييس الدين، الذين لا يهنؤون بعيش ما لم يكن هناك قصور يستطيعون اتخاذه مدخلا لنقد البلد، والقائمين عليه، وهؤلاء يعيشون ظروفا نفسية صعبة، منذ سقوط تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، ولم يكن مفاجئا أن يتقدم الصفوف أحدهم، وهو للأسف كبير بالسن، فقد كتب عدة تغريدات على تويتر ينتقد فيها الخدمات التي تقدم للحجاج، وحاول جاهدا أن يقدح في الخدمات التي يقدمها رجال الأمن، وادعى أن أحدهم تلفظ على أحد الحجاج!!، وفات عليه أن جمهور المشاهدين يتابعون مجهودات رجال الأمن من خلال الشاشات، ويرون بأم أعينهم ما يقوم به رجال الأمن، فهذا يساعد حاجا مسنا، وذاك يحمل طفلا، وآخر يساعد مريضا، ولذا فقد لاقت تغريدة هذا الأخ هجوما غير مسبوق من المتابعين، فقد كان واضحا حجم التحيز، والكذب، ولكن هؤلاء لا يتعلمون، ويصعب عليهم أن يتخلوا عن الكذب، والفجور في الخصومة فهم يقتاتون على ذلك منذ زمن طويل.

يصعب على المرء أن يتخيل أن إنسانا متدينا سيقضي جل وقته في البحث عن زلة، خصوصا إذا كان يفعل ذلك وهو يؤدي مناسك الحج!!، وهل يخفى على من هو مثله قول الحق: «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»؟!، ثم هل يخفى على من هو مثله أهمية عدم إثارة القلاقل في مثل هذه المناسبة التي يجتمع فيها المسلمون من كل أرجاء المعمورة في عيد سنوي عظيم؟!، وإنه ليحز في النفس أن يضطر حتى أعداء الوطن بالإشادة بالخدمات التي يتم تقديمها لضيوف الرحمن، ثم يأتي أحد أبناء هذه البلاد، ويكذب على المكشوف، في محاولة بائسة لتشويه صورة الخدمات التي يتم تقديمها للحجاج، ولا غرو، فقد سبقه أخ له من ذات الفصيلة، فقد جاهد هذا الحركي المسيس أن يخترع مشكلة من أي نوع في الحج، ولما لم يجد ما يستحق النقد، استكثر أن يقول كلمة حق، وآثر الصمت، وهنا نقول: لا تثريب عليكم أن تنتقدوا، فكلنا معرضون للخطأ، ومن لا يعمل لا يخطئ، ولكن عليكم التأكد من وجود الخطأ، واختيار الوقت المناسب للحديث عنه حتى لا تتورطوا، وينكشف أمركم، فهل أنتم منتهون؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2