إنني على يقين بأنه لا توجد فئة على وجه الأرض تحترف الكذب، والفجور في الخصومة، والتحريض كما يفعل أتباع الإسلام السياسي، ومن المسلم به أن جل من يتبعهم هم من العامة، الذين ينطلي عليهم الكثير، طالما أنه مغلف بغلاف ديني، ويلحظ من يتابع وسائل التواصل الاجتماعي ذلك الكم الهائل من مثل هذا، والمثير للسخرية أن أتباع الإسلام السياسي ينتقدون الدولة عندما تتخذ قراراً ما. هذا، ولكنهم في ذات الوقت يشيدون بذات القرار، عندما يصدر من دولة مجاورة! ومع أنهم يشتمون، وبأقذع الألفاظ، من يشيد بإنجاز من إنجازات الدولة، ويصمونه بالعمالة!، أي أنك عميل لدولتك!!، إلا أن «الرسائل الخاصة» لبعضهم، التي تم تسريبها مؤخراً، أشارت بوضوح إلى ماهية «العملاء» الحقيقيين، كما أشارت إلى دناءة النفس، وقيمة المبادئ لدى هؤلاء الحركيين.
ولو قدر أن يطلب مني اسم مناسب لأتباع الإسلام السياسي لاخترت لهم اسم «المحرضون»، فهم يلعبون على هذا الوتر، كما أن هناك تناغما وتنسيقا بينهم بهذا الخصوص، ومع أن معظم تحريضهم يتم توجيهه للدولة، إلا أنهم لا يتوانون عن التحريض ضد كل من اختلف معهم، ومنذ فترة وهم يمارسون تحريضهم، وفجورهم في الخصومة، ضد دولة خليجية وقفت لمخططات أنصار الإسلام السياسي بالمرصاد، ومن المضحكات بهذا الخصوص أن أعضاء تنظيم الإخوان، بفرعه السعودي، لا يتوانون عن شتم هذه الدولة الخليجية، ويتهمونها بما أترفع عن كتابته هنا. هذا، ولكنهم يشيدون بدولة خليجية أخرى، لا تختلف الحياة الاجتماعية فيها عن الدولة التي يهاجمونها!!، وهم هنا يذكرونني بواعظ مسكين، عاش في الرياض قبل عقود، وكان هذا الواعظ يعيش في بيت أحد المحسنين، وذات مرة قام هذا الواعظ في أحد المساجد، وتحدث عن خطر التلفزيون، وشن هجوما على من يقتني هذا الجهاز، وقال نصاً: «التلفزيون حرام»، وفجأة تذكر أن هناك تلفزيونا في منزل المحسن الذي يؤويه في منزله، فقال مستدركاً: «إلا التلفزيون الذي في بيت فلان فهو حلال!»، وهذه قصة موثقة.
قبل أيام كتب أحد أقطاب الإسلام السياسي السعوديين، وهو بالمناسبة لا يزال متردداً، فمرة يفخر بانتمائه لتنظيم الإخوان، وتارة ينكر ذلك، وذلك حسب الظروف، والمصالح، كتب ينكر تطبيق العقوبة على الأجنبي الذي يذهب إلى الحج دون تصريح، وتساءل عما إن كانت هناك فتوى شرعية تجيز ذلك!!، وهو هنا لا يهمه هذا الحاج الأجنبي، كما أنه آخر من يؤمن بكبار علمائنا، وفتاواهم، إذ إنه لم يأخذ بفتاواهم حيال تنظيم «الإخوان المسلمين»، فهو من كبار قيادات التنظيم!، وما تساؤله إلا من باب التحريض على الدولة، وعلى كبار علمائنا، والتقليل من شأنهم، وهذا هو ديدنهم في كل حين، فهوس أتباع الإسلام السياسي بإسقاط الدول الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة لا تحده حدود، ولن يألو جهداً في السعي نحو هذا الحلم المنشود، والتحريض هو أهم أدواتهم بهذا الخصوص.