.. لازالت تصلني الكثير من التعليقات حول كرة القدم وبلغني عن أطروحات إعلامية تربطني بقرارات للقدم ذلك رغم كل الإيضاحات لا أعرف أضحك أم أحزن؟!
تلك كانت تغريدة أطلقها نواف الشباب سمو الرئيس العام لرعاية الشباب في العاشر من أكتوبر الجاري، وكنت قبلها بيوم واحد فقط قد أشرت في مقالي بصريح العبارة قائلاً: في فقرة خُذ.. عِلْم.. بذات المساحة: بإذن الله أحدثكم الأسبوع المقبل وبعد مباراة أحضرنا الهامة؛
أحدثكم بصريح العبارة عن إمكانية أن يستقيم ظل (رياضتنا) وعُود إعلامنا الرياضي المرئي منه على وجه الخصوص.. أعوج.. وكل عام وأنتم إلى طاعة الرحمن أقرب.!
** ولعل الهم الذي يحمله سمو الرئيس العام بين أضلعه الذي تفرضه كحالة إنسانيَّة طبيعة مسئوليته تجاه شباب المملكة والعرب والمسلمين يصطدم قسرًا بهموم أخرى يحملها طرف آخر ممثلاً في (الإعلام) ودوره في التعاطي غير المنطقي في كثير من الأحيان بالشأن الشبابي والرياضي على حد سواء.. مما حدا بسموه الكريم أن يسخر بطريقة لا تخلو من الطرافة ممزوجة بألِمَ لا يخفى على ذي لُب..!
** ولعلّ أيْضًا يتقاطر ذلك كلّّه مع ما أشرت إليه في مقالي السابق بتخصيص حديثي القادم في مساحة بصريح العبارة عن ذات الهم (الإعلام) متسائلاً متى يستقيم ظل الرياضة وعود الإعلام أعوجُ..!!
** لكن المؤكد أن لا تنسيق مُسبق بين (تغريدة المسئول الأول عن الشباب والرياضة في المملكة) وبين ما سطره قلم (العبدُلله) قبيل ما سطرته أنامل نواف الشباب الذهبية، هنا أقول بعد أن تتفهموا طبيعة (تغريدة مسؤول) وفكرة طرح (ناقد) تأكَّدوا أن ذات الهم يسكن قلب كل من تغلق قلبه وعقله ووجدانه برياضة وطن حبًّا وعِشقًا وعملاً يحذوه أمل.. وكلنا بإذن الله ذاك الرجل..!!
** يقال: (مرافق المريض يعاني أكثر من المريض!) والحقيقة أن إعلامنا المريض زاد على ما يعانيه (مرافقهُ قسرًا) تصدير الألم بالبحث عن المثالب والنأي دومًا عن إبراز الإيجابيات من الأحداث.. لن أذهب بعيدًا لأقول: إن مُنجزًا كالذي حقَّقه أبطالنا في بطولة التضامن الإسلامي مؤخرًا في باليمبانج بإندونيسيا ما حقّقه أخضر ألعاب القوى مثلاً في تلك البطولة 7 ميداليات 5 ذهبيات وفضية ومثلها من البرونز.. سمعت بها وتناقلتها وسائل الإعلام في 53 دولة عربيَّة وإسلاميَّة.. بينما غاب أو غُيب ذاك المُنجز في الدَّوْلة رقم 54 (المملكة العربيَّة السعوديَّة) بفعل إعلامنا الرياضي المُعتل!
** ولأنه (ليست كل مساواة عدالة كما يقال) فقد أشرت سابقًا إلى علة إعلامنا الرياضي في جانبه المرئي منه وبعض أعمدة (الله بالخير) لذا صح القول: إن الكثير من إعلامنا الرياضي - إلا ما رحم ربي - والمرئي منه يا اخوتي وأخواتي بات في ظاهره يبحث عن (إثارة) أيّ إثارة.. وفي مضمونه يُشكل (فراغ) بل تجويف أكثر فراغًا من تجويف صخري مُتكلس ومعتم.. من معالم أهل الكهف..!
** مؤخرًا وقبل أربعة أيام بالتحديد حقق المنتخب السعودي للجودو تحت 18 سنة لقب بطولة الخليج بحصوله على 8 ميداليات (6 ذهبيات وفضية وبرونزية) في البطولة الـ 17 للجودو. وأنا أجزم أن ذلكم المنجز قد مر مرور الكرام على الكثير من وسائل إعلامنا الرياضي الُمسيّر لا المُُخير منه.. ترى إلى متى تظل رياضتنا تستند على (حيطة مايلة) يُفترض فيها أكثر مما يُعول بحيث تجعل من أيّ مُنجز هنا أو هناك مدعاة فخر واعتزاز من الصَّغير قبل الكبير قبل أن يطل علينا إعلام (البنكنوت) بوجهه القبيح فلا يَرَى المُنجز مُنجزًا بقدر ما يعبث بسجلات تراكمية لبنى تحتية يبذل المسئول الأول في شأنها جلَّ إمكاناته المُقيدة بميزانيات لم تتغيَّر منذ عشرات السنين ميزانيات أضحت مُجتمعه لا تُعادل 10 % مما يُخصص للرياضة المدرسية فقط في وزارة التربية والتَّعليم مثلاً..!
** وقبل العودة لتغريدة (نواف الرياضة) التي حركت المشاعر لمن كان له قلب أو حِس وطني يسير، أقول: أعان الله نواف الرياضة والشباب الذي بات عمله مُستقصدًا عند ضعاف النفوس من برامج (النقازي الاكشنية) ومن على شاكلتها من أعمدة الخشب المهترئ، أما رسالة نواف التي دومًا يردِّدها بأن لا علاقة له من قريب أو بعيد بكرة القدم وهمومها بعد أن سهل كل صعب وذلل كل مُستصعب بإيجاد اتحاد كرة مُنتخب حُر التصرف هو ولجانه، فلن يُسمع سموه تلك الحقيقة من في قلبه (مرض) قبل صمم أذنيه المُكتسب..!
خُذ.. عِلْم..!
أدرك تمامًا أن مُجرَّد نقاش حال رياضتنا مع إعلامنا الرياضي هو (ضياع للوقت) إذا أتى من باب مجادلة الجاهل، فجادلته كالنقش في سحاب راحل.. لكن ذلكم النقاش أتى للعقلاء الذين لم ولن تنطلي عليهم أكاذيب إعلام مُعتل بفعل فاعل.!!
ضربة حرة..!!
المنِّيَّة ولا الدَّنِيَّة.. يا إعلام الله بالخير.!