يصح لأخضر الوطن (المنتخب السعودي) أن يناجي قرينه في تشابه الأحوال هذه الأيام، أخضر جدة (النادي الأهلي).. فيقول على لسان أمير الشعراء.. شوقي:

شيعت أحلامي بقلب باك

ولمحت من طُرُق الملاح شباكي

ورجعت أدراج الشباب وورده

أمشي مكانهما على الأشواك

يا جارة الوادي طربت وعاودني

ما يُشبه الأحلام من ذكراك

** فأخضر الوطن (منتخبنا السعودي) الذي ينتظره نزال من العيار الثقيل في منتصف الطريق إلى آسيا يستعد لمنتخب (أسود الرافدين) بلقاءات استعدادية من فئة (الفراشة) الى فئة وزن (الديكة) في أحسن الأحوال، لتغدو (توباغو ترينداد ونيوزيلندا) ترمومتر الأخضر في الزمن الأغبر، بعد أن كان قد رفع سقف الاستعداد لأقل أهمية من لقاء العراق القادم بلقاءات قارع فيها رفاق سيرجيو أغويرو وميسي، وكان قد نازل قبلها تشافي وربعه..!

** أهلي (المجانين) يفصله عن لقاء الحسم بسيئول الكورية ذات المدة الزمنية للأخضر في لقائهما الحاسم، والأهلي يستعد لطموح عرش آسيا بمباريات باتت دورية تنزف نقاطها على (جُرح) يدمدمه طموح (شباب يافع) بعد تضاؤل فُرص مشاركة العامل (المُحفز) الجالب الغالب الأهم الأعم للبطولات الدولية الطابع القارية الصِبغة..!

** المنتخب الوطني الذي استغل مسيروه (الفيفا داي) للترويج الاستثماري ونجحوا بدرجة: مقبول في أحسن الأحوال، لا يكاد يُكمل خطواته المتثاقلة للعودة لجادة الطريق؛ حتى تراه وكأنما هو وبيده لا بيد (عمرو) مُجبرا لسلوك مسلك المنتخبات الفاقدة لهويتها، وهدفها وغايتها قبل فقدان بوصلة الجغرافيا والتاريخ لديها، مسلك المنتخبات المتهالكة الامكانيات، ضعيفة البرمجة، بليدة التخطيط، قليلة الحيلة، شحيحة الموارد والمواهب..!

** وأخضر جدة (أهلي المجانين) غير بعيد عن ذات الطريق (طريق اللي يودي.. ما يجيب)، فلا تجد معه للاتزان الباعث للطمأنينة في مسلكه مكان؛ بل إن ما يُقنعك به اليوم من فعل (فني) نتيجة (اجتهاد مواهب)، لا يلبث أن تجعلك تخبطات العمل (اللا- احترافي) تشعر بفقد ذلك الإقناع (إقناع الأمس) بسرعة البرق..!!

** المنتخب يا من توليتم زمام أموره لا تنقصه إمكانات أو عقول تخطط له وتبرمج وتُحسن العمل ومن ثمّ الاختيار، بل تنقصه بكل وضوح اليه عمل اتحاد كرة (محترف) يقود العمل تحت مظلة (احترافية) يفتقدها اتحاد الكرة.. باحترافية..!

** والأهلي يا من تقودون (الحل والعقد) فيه وأنتم (قلة) من حيث العدد (كثرة) من حيث (الهرج والمرج) ينقصه (تخطيط) يبتعد عن.. (طاخ طيخ) التي جلبت فريقا يقارع آسيويا وعينه على دوري (محلي) يبدو أن ضياعهما ليس فقط (مسألة وقت) بل أمر لابد منه بعد امتطاء صهوة جواد.. ثَوّر وهي تِدوّر..!

** لأخضر الوطن فرصة تعديل قد تأتي كطوق نجاة.. لا تذهب بست نقاط حصدها الأخضر الكبير تاريخا ومنجزا أمام الصين وإندونيسيا.. تلكم الفرصة ممثلة في (عمل محترف) يصحح المسار ويصنع الفارق ولن أقول المستحيل بل ولن أزيد على قول.. اللبيب يا أبا رضا.. بالإشارة يفهمُ..!

** ولاخضر العشق الجنوني أقول.. رمموا ما أفسده شغل (العش.. وائية) التي لا تسترها عيوب جهاز طبي يبدو ان نصيبه من العمل المُتقن أن يؤخذ كشماعة تعلق عليها الأخطاء دون تصحيح؛ ثم تأتي المصارحة للجمهور العاشق ان السبيل لخلخلة قبل حلحلة النتائج هو استلهام طموح الشباب (اليافع) وتعليق الأمل بعد الله - عز وجّل - على روح ذلك الشباب الذي (قد) يجلب التأهل الآسيوي اذا ما أُحسن التحضير النفسي بعد أن طوحت (الارتجالية) بأمل العمل الجاد الذي لم ينشد أكثر من.. أجهزة مساندة مهنية مكتملة ولاعبين محترفين من فئة الخمسة نجوم واستعداد جِدي يتواءم وطموح عرش آسيا ودوري محلي طال انتظاره..!!

خُذ.. عِلم..!!

أسبوعان فقط فصلت بين ما ذكرته (بصريح العبارة) وبين إصابة (سوك) واللعب بمحور محلي (باخشوين) وبين رحيل (المحياني: دانة الملاعب) وتنسيق الخميس.. ليبقى الأهلي بلا محور خبرة أو أجنبي لامع في هذا المركز المهم.. وبلا مهاجم خبرة أو حتى مُقنع مع احترامي لمن نادى بوجود مهاجم كاظمة يوسف ناصر.. فقد كان بين الأيادي أفضل مما كان يا أهلي.!!

** ضربة حُرة..!!

اصبر لدهر نال منك

فهكذا قضت الدهور

فرح وحزن مرة

لا الحزن دام ولا السرور