سُئلت من كثير من الأصدقاء عبر الاتصالات والرسائل الهاتفية ونقل لي مقربون أهلاويون منهم شقيقي الأصغر (عصام) مشاعر الامتعاض، ليس لخروج (بصريح العبارة) عن نص متزن عهدوه، بل لعدم اختيار التوقيت المناسب (بزعمهم) للحديث عن الأسطورة سامي الجابر، وذلك في إشارة لمقالي الأسبوع المُنصرم والذي رأوا فيه (استفزازاً) للاهلاويين اذ لا يفصل عن مباراة الاهلي والهلال إلا ساعات.. فكيف أمتدح مدرباً لفريق منافس.
هكذا قالوا وكذلك أعادوا.. وهنا وعلى رؤوس الأشهاد أُجيب لأنني اتخذت عند الله عهدا ألا أقول إلا ما أؤمن به، وما يُمليه عليّ ضميري، أقول؛ يبدو أن ساحة الإعلام الرياضي السعودي من فرط مؤثرات (الصخب الإعلامي الرخيص) أضحى إعلاماً تشحن فيه مشارب التعصب وتغذيها أقلام كَتَبةٌ لا يُقيمون وزناً للكلمة التي اؤتمنوا عليها، وتُشبعها فضائيا ( تفرقة وعنصرية) برامج أكشنة وما أكثرها اليوم امتهنت الإثارة الرخيصة التي إن لم تجد ما تبني عليه إثارتها (الماصخة) حتى باتت لا ترعوي عن الإسهاب في (اللت والعجن) والحكي في المحكي في أفضل حالاتها ترفعا ورُقيا.
أقول؛ في العام 2009م حين اخترت (الجزيرة) لإكمال مسيرتي الكتابية لم أُقدم على تلك الخطوة التي أضحت (نقلة نوعية) لقلمي - بفضل الله - ثم بفضل رجال هذا الصرح الإعلامي الكبير، لم أقدم عليها (خبط عشواء) بل أتت بعد دراسة متأنية أدركت معها ومن ثمّ بها معنى الانضمام لصرح إعلامي حضاري، صرح يؤمن بحرية الرأي، ويحترمها جداً، ولا يقبل أبداً المساس بثوابت مهنية غاية في الدقة؛ ثوابت، والله وتالله وبالله لم أجدها في مطبوعة أو صحيفة أو وسيلة إعلامية أخرى. ثوابت ذات مهنية تقول أبسط قواعدها تطبيقا عمليا (مرحى للنقد الهادف البناء والطرح الجاد.. ولا وألف لا للإثارة الرخيصة.
أقول للأهلاويين ولجماهير الرُقي منهم لا تنخدعوا بلحن قول من يُثير التعصب ويزيد الاحتقان، من كتبة (مع الخيل يا شقراء) فالوعي والذوق والرُقي الذي أجزم أنكم أنتم يا جمهور الرُقي (أهله)، لذا يجب أن يكون جدار (المناعة) حصينا لديكم فلا يهدمه صوت (نشاز) وآخر (حربائي متقلب) تجمعهما صفة (وصولي ُمسترزق) يستغلون مثلا مباراة دورية لإثارة البلبلة قبل وبعد إقامتها متناسين (أمانة الكلمة) وخطورة تأليب الجماهير إن بأعمدة مترهلة أو في شتى وسائل التواصل الاجتماعي الوضيعة الأُخرى.
غداً مباراة (مفترق طرق) بين الراقي والعميد، مباراة غاية في الأهمية، تُرى هل سيغضب أهلي في الاهلي إذا امتدحت إدارة (الفائز) الإدارة الاتحادية التي أعتبرها من أميز الإدارات التي تعاقبت على الكيان الاتحادي، بل إنها كذلك الأميز على مستوى الدوري أجمع وهي تواجه كل عقبات إسقاطها بعزم وحزم لا يتأتى للكثير من الإدارات وهي بالإضافة لعملها الدؤوب، تواجه جيشاً عرمرما من إعلام (تدميري) يحاول دون جدوى إسقاطها.. هل سيغضب جمهور (واع) من ذِكر حسنات إدارة تستحق الإشادة لمجرد أن عشقي سيواجه فريق الاتحاد غداً؟!
ما الضير اذا في أن أكتب مقالا لنجم نجوم تاريخه يتحدث كل لُغات العالم، مقالاً أطالب فيه صراحة بمنح فرصة لابن الوطن لقيادة منتخب بلد عانى الأمرين مِن ُمعظم من تقاطر عليه من أشباه المدربين الأجانب.
إن أدركتم ما أعنيه - ولا أخالكم إلا كذلك - أجيبوني هل عرفتم وأدركتم ما جرت العادة عليه من ُُصنع سياسة (القطيع) إعلامياً ومن يقف خلف ستارها، السياسة التي يظل خراجها العملي معول (تراجع كرة وطن) سياسة يعبث بمقدراتها مرضى نفسيون يستغلون نهما دنيويا لـ(جهلة) ابتلي بهم الإعلام؛ والإعلام ومهنيتهُ.. وأبجدياته.. وآدابهُ.. منهم براء.
وأقول أخيراً لمن يهمه أمر رياضة وطن وينشد رُقي منتخبنا الوطني وعودته لمصاف المنتخبات المتطورة كروياً؛ لا وجوده كما هو الحال الآن بين قائمة المنتخبات المتقهقرة فنياً وإعلاميا ونتاجا مُجتمعيا، بجريرة إعلام (نقازي) لا تجني رياضة الوطن من تبعاته غير مزيد من التعصب البليد والعُنصرية المقيتة.. أقول لكل من يهمه الأمر وفي مقدمتهما الرئاسة العامة ووزارة الثقافة والإعلام أعيدوا تقييم العمل الإعلامي لدينا فهو معول الهدم الأول لكل منجز بتنا عمليا نتحسر على أطلاله.
الفتح والوقوف في المحظور
على غرار أسماء مسلسلات الخليج التي لا تفرق بين أحدها عن الأخرى ولا تكاد ُتميز بعضها بعضا إلا بمقدار ما يُسكب فيها من (دموع) أو ما يُنفخ فيها من (براطم)؛ يأتي مسلسل الفتح.. والوقوع في المحظور؛ عنواناً فرضه، بل وكتب السيناريو فيه والإخراج ذات الأدوات التي كُنا نُعدها الموسم المُنصرم أدوات وعوامل نجاح حتى غدت مؤشرات تراجع بل (دحدرة) خطيرة.
خُذ عِلْم
من رحم المعاناة تولد الإنجازات.. إن حافظ فريق العروبة على تماسكه وهذا ما أرجوه وأعتقده فسيكون الحصان الأسود في الدوري الجميل.
ضربة حُرة:
الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ
هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ
بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكان