منذ فترة أصبح مصطلح الدرباوية يتردد على ألسنة الناس وفي المواقع الاجتماعية، وكنت مثل كثير غيري لا أعرف من هم الدرباوية؟ وما هي سلوكياتهم, ولماذا يسمون بهذا الاسم؟ وحيث لا يتوافر عنهم معلومات موثوقة وكافية، فقد اعتمدت على ما توافر لي ممن لديهم اتصال ببعضهم، ومع ذلك تضاربت المعلومات حولهم والتفسيرات لسلوكياتهم، ومن ذلك التضارب تبين عدم استقرار المصطلح وربما عدم تماثل مجموعاتهم في الصفة والسلوك، ومع أن هناك صفات مشتركة بينهم، مثل حب الظهور بصورة تجلب الانتباه تعتمد على التهور بقيادة السيارات واستهلاك مشروب الحمضيات غير المبرد. وربما أشياء أخرى تثير فيهم الحماس والشجاعة للأقدام على تصرفات مخيفة.
الدرباوية هو تعبير نما في المنطقة الغربية للدلالة على من يطرقون الدروب الوعرة بغية المتعة والإثارة، خصوصاً في الجبال والوديان، وربما أن للتعبير علاقة بمنتدى اجتماعي في الإنترنت يسمى (درب).
على أية حال، يبدو أن الدرباوية كمصطلح وكسمة اجتماعية في الطريق للتطور في اتجاهات مختلفة نتيجة لدخول أعداد متزايدة في هذا التصنيف ونمو الجماهيرية لممارساتهم.
الدرباوية مثلها مثل كثير من التجمعات الشبابية في مختلف الثقافات التي تبحث عن دور اجتماعي مثل الهبيز، والبنكس، وملائكة الجحيم، وهاري كرشنا، غيرهم، هذه المجموعات الشبابية تعتنق فكرة محددة قد تكون دينية أو بيئية أو اجتماعية وتلتزم بسلوك جماعي وربما مظهر مميز لتعلن عن نفسها في صورة احتجاج على القيم الاجتماعية السائدة ومحاولة بروز على سطح النشاط الاجتماعي لاكتساب حقوق أو تغيير أنظمة تحد من التعبير أو السلوك الاجتماعي، وتسود هذه الفرق الاجتماعية في ظروف معينة، ثم ما تلبث أن تختفي ليحل محلها تجمع آخر ونتيجة لظروف مختلفة، وبمطالب اجتماعية مختلفة.
في الغرب وحيث يتمتع الأفراد بحرية اجتماعية لا يحصل على مثلها الشباب في مجتمعنا، مما يتيح لهم التعبير عن اختلافاتهم وتميزهم الاجتماعي بصورة سلمية ويجعل هذه المجموعات تلتزم في حدود القانون بصورة مقبولة، في حين أن واقع المجموعات الشبابية في مجتمعنا مختلف فهي مجبرة على الاختباء والهروب من السلطة، سواء كانت الدينية أو الأمنية وهو ما يجعلها في خلاف مستمر مع النظام والقانون، هذا الأمر يمثل أحد سمات المجموعات الشبابية مثل الدرباوية، فهي في نظر السلطة مجموعات غير مرغوبة، وهي تقترف المخالفات الاجتماعية والنظامية، مما يجعلها مطاردة بصورة مستمرة، وهذا الواقع يجعلها بيئة خصبة لتفريخ جماعات فرعية تحترف مخالفة القانون وربما يجد كثير من هواة الأجرام في الدرباوية غطاء اجتماعي للممارسة سلوكيات تتعدى طيش ومغامرات الشباب.
الدرباوية في نظري هي مجموعة شبابية غير منضبطة تقوم بمخالفات قانونية وبعيد عن عيون السلطة، وهي نتيجة مباشرة لانعدام مرافق الشباب التي يمكن أن تمارس فيها هوايات تستهلك طاقة الشباب ونزعة المغامرة لديهم، لذا لا وحتى يتم احتواء مثل هذه الظاهرة أو تحجيمها لا بد من العمل على إيجاد مرافق وجمعيات ونواد يمارس فيها الشباب طموحهم في التميز والإبداع المباح.