للحقيقة ذاكرة لا تُنفى، ولا تُمحى..
تمتد فيها عروق الحياة لأجل لا يسمّى..
لا تقف عند جيل، ولا مواقف، تنفذ من الثقوب، وتأبى الحبس، وتتمرّد على النوايا..
ذاكرة ناصعة وإنْ اعتراها نحت طفيف في طرقات الزمن، أو أصابها صمت ليالٍ تتقادم..،
لكنها صبحية تنهض في انتشاء..، بهيّة تتمادى في صفاء..
ذاكرة الحقيقة راوية تجوب المراحل، ولا تخلط حصادها..
ذاكرة الحقيقة وإنْ ظُنَّ طمسُها لكنها تقوى للخروج من مكامن الماضي .. بَعُدَ، أو نُسيَ..
تبدّت لي جليّة بكل صفاتها، في وفاء المجايلين، والباحثين، والقارئين، والموثقين،
أولئك الذين نهضت حياتها فيهم فتجلّت ..في الفيلم الوثائقي قصة الأديب الشاعر حمزة شحاتة، رحمه الله، بعنوان، «مما جرى في بطحاء مكة»..، وهم يمثلون الشهود الذين تجلّت فيهم الحقيقة ذاكرة نابضة، باصمة، موثقة، موقظة.. تبث ما لم يعرفه العامة عن «حمزة شحاتة»،..
فما جاء في هذا «الفيلم» من وثائق صوتية، وصور، وشهادات، ومقارنات، عن «حمزة شحاتة»، جلَّى عن حياة رمز أدبي حيٍّ باقٍ في تاريخ الفكر الوطني، ينبغي أن يحتفي به المجتمع الثقافي، ويُثمَّن ما قدمه من ذاكرة لا تموت..
جلَّ التقدير والشكر لمن أعدّ هذه القصة، ولمن صوّرها، ولمن أخرجها، ولكلِّ من شهد..
إنها الذاكرة التي لا تفنى.. تلك هي ذاكرة الحقيقة..