خارج أسوار السّخط..، في براح الأمل..!

عدا كتَّاب «العتب»..، و»اللوم»..،، و»النّقد» اللاّذع..، و»عدم الرضا»..، و»السّخط»..، هؤلاء الذين تفشّى انتشارهم في الوسيلة الإعلامية بدعوى «كشف الأخطاء»..، و»تتبُّع القصور»..، و» ردع المخطئ»..، الذين تسابقوا إلى أيهم «يسبق فيلبق» كما يقول المثل.،.. ويتابرون في منابزة بعضهم..، وبهم كثر الجدل واللّجج.. إلاّ من كان منهم يريد الهدف الذي يمكِّن من التصويب، والرّتق، والتصحيح.. وليس الصِّيت والشهرة فقط..

عدا هؤلاء الكتَّاب، الذين يكتبون على عجل ، وفي كل المواضيع،كأنهم يجلسون على القارعة، ويحبِّرون الهمسة الشاردة في الطريق..

عدا هؤلاء ..، فإنّ المتتبّع لما يفضي به الناس بشرائحهم الأكثر..، واختلافهم البيِّن.. ثقافة..، ومعرفة..، وعلماً..، وخبرة ..، بل أسلوب تعبير..، يجدهم ينقلون صورة واقع يمثله فكرهم..، وانتقاءاتهم ، واحتياجاتهم..، وآمالهم..، فيما يدوِّرون لما يغرّد به آخرون..، وفي اقتباسهم مما يقرأون من كتب قديمة، وأفكار إنسانية حملتها أوراقها ، وأبقتها لهم ، في شرق الأرض ومغربها، عربيّها وأعجميّها، أو مما يقرأونه حديثاً في كتاب، أو يشاهدونه في فيلم، أو صورة، أو لقطة صوتية..، أو يقتبسونه من آية، وحديث، مداراتها: تقوية النفس، وحثّها على التطوير الذاتي، ودعمها باليقين، والقوة، ومناشدتها الأمانة، والصدق، وبث روح الأمل فيها، وحفزها للمعالي، والمكاسب، وردعها عن الخور، والدّعة، ومساءلتها الحق ، والعدل، والصبر، والتفاؤل..،

مما يجعلك وأنت تتابع هذا التوجُّه العام بين القرّاء من ممارسي الكتابة المختصرة في مواقع التواصل، أو من المعقِّبين على ما يقرأون، مما يسهل لهم الوصول إليه عبر الشبكة العنكبوتية، أو ممن يتعامل مع النشر بأيّ صوره وأساليبه، تكتشف حاجة إنسان العصر المعاصر إلى ضخّه بالأمل، وفتح بوابات التفاعل الإيجابي له مع الحياة بكل معانيه، وعن كل جداوله، ومساراته..،

وفي ذلك بصيص من النور، والخضرة، والماء، محور ما تحتاج إليها أفئدة الناس ، وعقولها ، ونفوسها..

فثمة كدر يعم، وإثارة سخط تعتم أمامهم الرؤية..، فيتسارعون إلى غابات الأحلام.. يقتطفون أحلامهم..، وأرفف الكتب المحمّلة بالحكم ، والخواطر الجميلة بالغة التعبير، مؤثرة الوقع، المعبّرة عن مكنونهم يأخذون منها، وينتشرون في فضاءات آمالهم...!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855