| |
ضيوف الرحمن وخدمة المشاعر المقدسة
|
|
* لقد دعا إبراهيم الخليل عليه السلام لهذا البلد المقدس بالأمن والأمان ورغد العيش، كما في قوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ}. *وقوله تعالى: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}. * لقد استجاب الله سبحانه وتعالى لخليله إبراهيم عليه السلام، فها هي مكة المكرمة البلد غير ذي الزرع تتوفر فيه منتجات العالم طرية طازجة وبأسعار مقبولة. * وإن حكومة خادم الحرمين الشريفين تتابع بكل دقة توفر السلع والمتطلبات التي يحتاج إليها الحجاج والعمار والوافدون لهذا البلد الأمين. * وإن الكثير الكثير من المنتجات توزع في المشاعر على الحجاج مجاناً من الدولة -أيدها الله- ومن المحسنين الذين يرجون ثواب الله والدار الآخرة ويعمدون إلى البذل والعطاء والنفقة في مثل هذا اليوم العظيم -جعل الله ذلك في موازين أعمالهم وخلف لهم به خيراً. * لقد حظيت مدينة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - المدينة المنورة بكل العناية والاهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- بل لقد زاد - أيده الله - في العناية بالحرمين في مكة والمدينة فتولى أمرهما بنفسه شخصياً، وتسمى بخدمتها قولاً وعملاً. * ووجه كافة الوزارات والقطاعات كل فيما يخصه للاهتمام بهما وسرعة تنفيذ متطلباتهما عناية بالأماكن المقدسة وسعياً لراحة قاصديها في الحج والعمرة. لقد تمت عمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم - في المدينة وتوسعته بشكل لم يسبق له مثيل وعلى أحدث طراز معماري إسلامي وأصبح يتسع لمئات الآلاف من المصلين. ووفرت كافة الخدمات اللازمة حول المسجد وفي كافة نواحي المدينة المنورة وأوجدت الساحات الواسعة حول الحرم في مختلف الاتجاهات، وتم تجهيز المواقف المتعددة للسيارات فوق سطح الأرض وتحتها، وأوجدت الفنادق الراقية والعمائر السكنية المتعددة الأدوار كل ذلك لاستقبال وراحة الوافدين لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. * وتم ربط المدينة المنورة بمكة المكرمة بطرق سريعة ومزدوجة وكذا تم ربطها بمدينة جدة حيث استقبال أغلب الحجاج جواً وبحراً. * كما تم تجهيز مواقيت الإحرام في المدينة المنورة (آبار علي) وفي السيل على طريق الطائف - مكة وكذا إعداد وتجهيز المواقيت الأخرى. وذلك بعمارة المساجد الموجودة فيها. وتنظيم مواقف السيارات حولها. وعمل الخدمات اللازمة ودورات المياه المتعددة للرجال والنساء مما أراح الحجاج والمعتمرين أثناء مرورهم فيها ليلاً أو نهاراً. * إن المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً تهب كل عام لتقديم أسمى الخدمات لضيوف الرحمن، وترى في ذلك مفخرة وعزة خصها الله سبحانه وتعالى بها. كما أن المملكة العربية السعودية تجند مئات الآلاف ومن مختلف قطاعات ووزارات الدولة لهذا الغرض كل فيما يخصه، فالأمن والصحة والدفاع والحرس الوطني والهاتف والكهرباء والماء، والعدل والاتصالات، والدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي وغيرهم كثير يقدمون خدماتهم بغير مَن ولا أذى لحجاج بيت الله الحرام كل عام، لأنهم يرون في خدمة ضيوف الرحمن أسمى القرب وأعزها وأغلاها فهي أمنية كل مسلم وكل فرد في هذا البلد الكريم. إن ما أشرت إليه آنفاً هي أمور ماثلة للعيان تتحدث عن نفسها وفاعلوها يسعون لبذل المزيد. * جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم وأثابهم وجزاهم بالحسنات إحساناً، وما أثير إليه هو قليل من كثير مما يعمل ويبذل في الحرمين الشريفين. وتم إيراد ذلك من قبيل شكر النعم والتذكير بها وبفاعليها ولا سيما ونحن هذه الأيام نستقبل حجاج بيت الله الحرام. * كما أن إيراد ذلك تذكير بما كانت عليه المدينتان المقدستان، مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة قبل الحكم السعودي، وما حصلت عليه من تطور وعناية واهتمام تفوق الوصف بعد تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومن بعده أبناؤه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله رحمة واسعة - وخادم الحرمين الملك عبدالله - حفظه الله. كما أن في إيراد ذلك بيان المعاناة التي ينالها الحجاج قبل الحكم السعودي وما وفر لراحتهم واطمئنانهم في العهد السعودي الزاهر. ولا شك أن تطوير المشاعر المقدسة بما يتلاءم وأعداد الحجاج، وتوفير متطلباتهم، وتهيئة مكة والمدينة والمشاعر المقدسة لاستقبالهم وما صاحب ذلك من نهضة عمرانية وتوفر كافة الخدمات كلها أمور تستحق الشكر والثناء للمنعم سبحانه. ثم لحكومتنا الرشيدة التي عملت ذلك. قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله. * تقبل الله من الحجاج حجهم وأعادهم إلى أوطانهم سالمين غانمين وعلى الرحب والسعة في مهبط الوحي ومنبع النور ومبعث سيد البشرية جمعاء محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. * وجزى الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على ما يقومان به من جهود لخدمة المشاعر المقدسة وتطويرها، وتوفير الراحة والاطمئنان لحجاج بيت الله الحرام. جعل الله ذلك في موازين أعمالهم، كما ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجزي بالإحسان كل من سعى بجهده وماله لخدمة الحرمين الشريفين والوافدين إليهما من شتى بقاع المعمورة. * وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مالك ناصر درار
|
|
|
| |
|