| |
لبيك
|
الحج موسم يتجلى فيه مبدأ الوحدة بين المسلمين حيث يهجرون الدنيا مقبلين على الله وتهيم المشاعر في سماوات الطاعات، وتسمو النفوس فتصبح ملائك يعمرها الإيمان.
لبيك ربي والمشاعرُ قد هفت |
نحو المشاعرِ حيث مكةُ والحرمْ |
قلباً يتوق لحيث جودك والكرمْ |
يحظى قبولاً يوم تجتمع الأمم |
وسعى إلى المسعى ودافعه التقى |
يحتثه داعيك فوزاً فاغتنمْ |
حيث المقامُ كذا الصفا بل مروةٌ |
حيث المطافُ تسارعت منه القدمْ |
و غدا يلوذ بباب عفوك حيثما |
حط الرَّحالَ لأجل يبرأ من سقمْ |
يرجو نداك وغيث جودك والكرم |
ترك الحياة قست عليه تكالبت |
ومضى يؤملها مفازاً فانثنت |
ترميه خذلاناً تراجع وانهزمْ |
بينا يديك فلا تحسُّر أو ندمْ |
ومنى منىً ملء القلب تماوجت |
وتزاحمت حيث القليب بها ازدحمْ |
هي شربةٌ من ماء زمزم فيضها |
يروي الصديَّ وقد شفتهُ من سقمْ |
لبيك عدَّ القطرِ ما هملتَ به |
مُزْنُ الغمام وعد عربك والعجمْ |
وتزاحمت وتدفقت حيث الحرمْ |
في مهرجان الكون حيث جموعها |
تهفو إليك وقد تجافاها الندمْ |
قدماً تسير لحيث تتبعها الأممْ |
يعفو ويحنو ربِّ طه والقلمْ |
خالي الوفاض أتيته متضرماً |
أرجو المفاز وقد عقدت له الهممْ |
وتكيدني الدنيا بسوم رغيدها |
وأنا على شظف يلازمني العدمْ |
من بعدها أوغلت في فلواتها |
أجد الندامة والتحسُّر والألم |
تُهْتُ السبيل وقد أحاطته الظلمْ |
رفلت قوافي الشعر سطرها القلمْ |
كنت الضعيف قد انزويت بجانب |
من مسجدي من حيث يعصرني الألم |
واليوم كم أختال وسط مشاعرٍ |
وأجُرُّ برديَّ اختيالاً للقممْ |
في البيت في الحرم الحرامِ بمكة |
أخطو على ثقةِ وكم أزهو وكمْ |
أنسٌ وفوزٌ والمشاعرُ ثرةٌ |
رباهُ حمداً أنت وهاب النعمْ |
ألفيت نفسي في رحابك مثلما |
يلفي الغريب دياره بعد العدمْ |
لبيك والأكوان قد عبقت بها |
تسمو بها الدنيا ونفسي للقممْ |
منصور علي حمود آل بشير/ جازان
|
|
|
| |
|