| |
المشاعر المقدسة بلغة الأرقام
|
|
كانت مشاهد الحجاج مؤثرة للغاية وهم يتجهون مع إشراقة شمس يوم أمس الجمعة المباركة من مقامهم في منى نحو صعيد عرفات لأداء هذا الركن العظيم من أركان الحج، ووقوفهم على هذا الصعيد المبارك يسألون الله من فضله حتى غروب الشمس ومن ثم نفرتهم إلى مزدلفة في جو ممتلئ بالروحانية والعبق الإيماني. وساعد على اتسام هذه الأجواء بالطمأنينة والسكينة الحركة المرورية التي تميزت بالانسيابية وتوافر الخدمات في المشاعر كافة، واليقظة التامة من قبل أفراد الأمن ورجال الدفاع المدني والإسعافات الطبية تحسباً لأي طارئ لا سمح الله. وفي هذه المناسبة يستحضر المسلم العناية الفائقة التي توليها المملكة للحرمين الشريفين، لما لهما من مكانة عظيمة في قلوب المسلمين جميعاً. فالاهتمام بمكة والمدينة يقع في قمة أولويات القيادة السعودية لشعورها بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها، والتي يجب أن تكون على قدر هذه المسؤولية إرضاء لرب العالمين. والمملكة لم تتوان لحظة في جعل هذه البلاد محل اهتمام ورعاية، فتوالت عطاءات الدولة لمكة المكرمة والمدينة المنورة من مشروعات توسعة الحرمين الشريفين والتي تعتبر أكبر توسعة في التاريخ شهدهما الحرمان الشريفان، وانتهاءً بالمشروعات العملاقة لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير الخدمات كافة التي تساعدهم على تأدية المناسك بكل يسر وسهولة، حتى أصبحت مكة المكرمة والمدينة المنورة منارتين حضاريتين يتباهى بهما المسلم أينما كان. هذا فضلاً عن بقية المشاعر المقدسة كتطوير منى والعناية بعرفات، ولقد أنفقت المملكة في السنوات الأخيرة فقط على توسعة الحرمين الشريفين ما يزيد على 70 مليار ريال. وبهذه التوسعة تصبح المساحة الإجمالية للحرم المكي الشريف 356 ألف متر مربع ليتسع لـ770 ألف مصلٍ بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك في حدود 340 ألف مصلٍ. وفيما يتعلق أيضاً بمشاريع التيسير على ضيوف الرحمن فلا بد من الإشارة إلى تطوير جسر الجمرات وتوسيع ممرات المشاة وإضافة مبانٍ عند سفوح الجبال في منى مع إقرار مشروع القطار الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة عبر جدة. أما المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة فقد أصبحت مساحته الإجمالية بعد التوسعة 165 ألفاً و500 متر مربع لتستوعب أكثر من 270 ألف مصلٍ. ولقد وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله باستكمال الأعمال المتبقية من مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف وبتكاليف تقترب من 5 مليارات ريال، وهو بذلك - حفظه الله - يسير على المنهج القويم الذي سار عليه سلفه الصالح من ملوك هذه البلاد الكرام.
|
|
|
| |
|