Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/12/2006G Issue 12511الرأيالسبت 10 ذو الحجة 1427 هـ  30 ديسمبر2006 م   العدد  12511
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

د.حسن الهويمل إشادة... وريادة
د. محمد بن عبدالله المشوح

كلما التقيت وارتأيت أستاذي الدكتور حسن الهويمل تداعت إليّ ذكريات جميلة وأيام لطيفة قضيتها إبان دراستي في ثانوية بريدة وكان إذ ذاك د. حسن أستاذاً ومعلماً لمادتي الأدب والبلاغة كنت أرقب مجيئه بخطاه الواثقة ونظارته الصغيرة وثوبه القطني الأنيق كان لا يتوقف خلال قعوده في فصل التدريس عن إصلاح شماغه وتعديل فيما يعرف ب(المرزام).
كنت أنظر إليه وهو يحمل بين عينيه أرقاً طويلاً ونصباً لا ينقطع عرفت بعدئذ أنه تلقا أثر القراءة والمطالعة وإعداد رسالتيه الماجستير والدكتوراه آنذاك.
إن نسيت فلا أنسى ترديده وعزفه على لزوم القراءة وأهميتها وكان مما قاله وأكثر من ترديده وليتنا وعيناه اقرؤوا ثم اقرؤوا كل شيء حتى ما وجدتموه من صحيفة أو مجلة أو حتى ورقة مهدرة أو مرمية في زاوية أو قارعة طريق انفضوا عنها الغبار من أطرافها ثم اقرؤوها.
كان تشجيعه لي ولزملائي في القراءة والمطالعة وكأنما كنز سوف نلقاه إن نحن نفذنا الوصية وكان يعي ذلكم الكنز.
وسارت الأيام وطويت الليالي وما شرفت بمعلم تلقيت تعليمه مثل فرحي وشغفي بأن أستاذي حسن الهويمل.
ومن له أستاذ مثل حسن.
قد تعجبون من إسرافي بهذا الزهو بيد أن إعجابي بهذه الشخصية المتميزة لا ينقطع.
وتأتي إرادة الله وبلا شعور أن صدر لي كتابان الأول (مفردات) والثاني (عميد الراحلين محمد بن ناصر العبودي) ويحفلان جميعاً بتقديمه وزفته.
سعدت الثلوثية بحضور أستاذي د. حسن الهويمل ضيفاً ومتحدثاً رئيساً مرتين الأولى عبر محاضرة مثيرة ألقاها بعنوان (تحولات النقد بين الإنتاج والاستهلاك) والأخرى حين ألقى عصاه عن نادي القصيم الأدبي وحط ترحاله بعد رحلة دامت أكثر من ثلاثين عاماً حافلة بالعطاء والإنجاز تأليفاً ونشراً وإبداعاً وحراكاً.
وكانت ليلة الاحتفاء والتكريم له متميزة ليس في الواجب المناط بي وأمثالي من تلاميذه تجاهه.
ولكن بتلك الشخصيات الثقافية والمؤثرة بل حتى المختلفة مع د. حسن الهويمل في بعض الطروحات والآراء.
إلا أنهم جميعاً وبلا محاباة أو مجاملة أجمعوا على أن الدكتور حسن الهويمل يمثل مدرسة مهمة في النقد والمنهج الثقافي السعودي بل والعربي والإسلامي.
وأنه أثرى بحق وصدق وفاعلية المشهد الثقافي التي يعزو د. محمد الفاضل التسمية والمفردة فيها لأبي أحمد (وفقه الله).
أما قريناه د. منصور الحازمي ود. منصور بن تنباك حيث عاش معهم صولات وجولات. فقد أمطرا أبا أحمد بعبارات جميلة رائقة تحمل معها غاية التقدير والاحترام بهذه القامة الثقافية العالية مع إبقاء مساحة الخلاف والاختلاف مشرعة.
كنت أرقب د. حسن الهويمل وأتردد عليه منذ أكثر من عشرين عاماً حيث كنت طالباً في الثانوية العامة، وهو حينئذاك لا زال متربعاً على كرسي رئاسة نادي القصيم الأدبي.
كانت غرفته (المرتبة) مع تراكم أعداد من الكتب عليها وقد طوقتها حوليات ودوريات متعددة لا يلاحقها طرفك. لا تخلو من شخصيات أدبية وثقافية قصيمية تحمل معها نقاشات هادئة بناءة تتعالى فيها الصيحات والعبارات في جو أدبي مهيب.
يتقدم ذلكم الجيل المثقف الشاعر الفقيد صالح الوشمي - رحمه الله - حيث يمثل صورة حية لوعي ثقافي مميز وصورة للمثقف الجاد متعدد المواهب واسع القراءات، تخصص في التاريخ وكتب الشعر وحاور في النقد والأدب ونقّب وبحث في الآثار والأماكن وهو في ذات الوقت طالب علم متمكن يحفظ القرآن والأحاديث وكأنه متخصص في الشريعة.
كان جمع النادي يلتئم وكانت أعمدته وقاماته يتقدمها باحث جماعة أبولّو د. أحمد اليحيى والخطيب البلاغي د. عبدالحليم العبداللطيف ود. عبدالرحمن المشيقح والأستاذ علي الخليفة والشاعر الرقيق المرهف المهضوم عبدالعزيز النقيدان وآخرون، كنت ألقاهم في النادي ومقره السابق في الصفراء في فلة لا تتجاوز مساحتها أربعمائة متر كما مساحات الصفراء آنذاك. ثم تفرق الجمع وشغل من شغل وأسلم البعض روحه إلى بارئها.
وما تمنيت مثلما تمنيت وقد أفصحت عن ذلك للدكتور حسن أن يحدثنا في سيرة ذاتية يحسن بحق كتابتها كما أحسن في غيرها بدءاً من ذكريات ومراحل تلقيه الطلب ثم دراسته في معهد بريدة العلمي وانخراطه مع أول أفواجه.
ويتحفنا بذكرياته ومطارحاته وقراءاته التي كانت قد أحاطته من كل جانب. ويا ليته يفعل كما فعل شيخ أدباء نجد الشيخ عبدالله بن إدريس حيث شرع في سرد حكاياته وذكرياته في صفحات الجزيرة الغراء.
إن الدكتور حسن الهويمل بثقافته العلمية الممتدة بدءاً بكتابه بريدة ومروراً بالنزعة الإسلامية في الشعر السعودي ومعاركه وخصوماته مع الحداثيين وانتهاء بأبجديات على سور الطن وتحليقاً فوق سماء غيرته ومنافحته عن لغته العربية الأم وإدارته للمكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي ولا زال لديه الكثير مما يقدمه لتلاميذ كثر هم بلهفة لسماع آرائه وطروحاته الجريئة عبر مدرسته الثقافية المتميزة.
وإذ يكرم نادي القصيم الأدبي رئيسه وشيخ أدبائه ونقاده وبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وسمو نائبه الأمير د. فيصل بن مشعل بن سعود وبحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني فإنه اعتراف مستحق لرائد مؤثر فاعل من رواد المسيرة الثقافية والنقدية والأدبية متمنياً لأبي أحمد مزيداً من التوفيق والنجاحات الثقافية، شاكراً لنادي القصيم الأدبي في إدارته وأقطابه الجدد وليواصلوا مسيرته العريقة التي تدفع المسيرة الثقافية في بلادنا.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved